الداعية وجدي غنيم يبحث عن ملاذ آمن في قطر

الداعية وجدي غنيم يبحث عن ملاذ آمن في قطر

يسعى الداعية البارز الشيخ وجدي غنيم إلى الاستقرار في بلد "آمن" لا يتم ترحيله منه مرة أخرى بعد ما حدث له من الولايات المتحدة والبحرين التي قررت ترحيله قبل أكثر من أسبوعين، بحسب مقربين منه.

وقال موقع إسلام أون لاين نقلا عن مراسلها أنه تلبية لهذه الرغبة شرع بعض أصدقاء الشيخ ومحبيه في قطر بالفعل في إجراءات حصوله على إقامة طويلة بالدوحة لدى السلطات المعنية، فيما تثور تساؤلات في الأوساط السياسية والدينية الخليجية حول ما إذا كان وجود الشيخ غنيم بالدوحة سيطول أم لا، وهل سيحصل على إقامة دائمة في عاصمة توفر ملاذا ومستقرا آمنا لكثير من المغضوب عليهم والمبعدين من بلادهم لأسباب سياسية وفكرية.

في الوقت نفسه أعرب عدد من المقربين من الشيخ غنيم في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" عن ثقتهم في أنه "سيتم حل مسألة إبعاده عن البحرين وديا في إطارها وحدودها دون زيادة أو نقصان"، مؤكدين على أن الشيخ غنيم يعتبر من جهته أن "سوء الفهم" هو الذي ساد في هذه القضية.

ظهور لافت بالدوحة

وبالتوازي مع هذه التطورات شهدت الأيام الماضية حضورا لافتا للشيخ وجدي غنيم في العاصمة القطرية الدوحة التي انتقل إليها من البحرين في السابع عشر من الشهر الماضي إثر انتقادات حادة وجهها إليه نواب سلفيون في الكويت اتهموه فيها بالإساءة لبلدهم ونتج عنها صدور قرار بحريني بترحيله.

ظهور الشيخ غنيم في الدوحة بدأ بإلقاء محاضرة نظمتها اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان نهاية نوفمبر الماضي في أحد الفنادق الكبرى، وتلاها محاضرة أخرى عن "كيفية أداء مناسك الحج" نظمتها إحدى حملات الحج القطرية بأحد المساجد الكبرى ثم أعقب ذلك محاضرة دينية في نادي الشمال الرياضي.

وبحسب مقربين من الشيخ، فإنه في جميع الأحوال "لا يفكر في العودة إلى مصر بلده الأصلي"، على خلفية انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، "خوفا من التضييق عليه ومنعه من مزاولة نشاطه الدعوي وربما سجنه كما حدث له في عدة مرات قبل هجرته إلى الولايات المتحدة".

ونقلوا عنه قوله: "كيف أرجع لقانون الطوارئ والمحاكم العسكرية كفاية 8 مرات سجنت فيهم و8 مرات أعادوني من المطار... أنا في مصر أستطيع أن أعيش ملكا لكن بدون الاشتغال بالدعوة، لكني رجل أدعو إلى الله وأريد أن أنطلق بدعوتي ولا يمنعني منها أحد".

وأصدر أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمرًا بإلغاء إقامة الداعية غنيم على خلفية اتهامه من 3 نواب من التجمع السلفي بمجلس الأمة الكويتي بالإساءة للشعب الكويتي وأميره إبان حرب الخليج عام 1990.

وبموجب القرار غادر وجدي غنيم البحرين يوم السبت 17-11-2007، فيما تم الإبقاء على عائلته هناك، لحين استيضاح الأمور رسميًّا من دولة الكويت التي عبّرت على لسان سفيرها في المنامة عن شكرها للقرار البحريني، بحسب الصحف البحرينية.

وجاءت اتهامات النواب الكويتيين للداعية المصري في إطار استجواب قدّموه لوزير الأوقاف السابق الدكتور عبد الله المعتوق الشهر الماضي متهمين إياه بالتسيب وهدر المال العام واستضافة دعاة أساءوا للكويت من بينهم وجدي غنيم، الأمر الذي أدى لإسقاط الوزير بعد أيام من طلب استجوابه.

وطبقا للموقع الرسمي للشيخ وجدي فإن ضباطا بحرينيين في مديرية الهجرة والجوازات طلبوا منه أن "يرتب أموره للسفر إلى بلد آخر في أقرب وقت ممكن ريثما يتم التحقق من موقفه من دولة الكويت حيث لا تريد السلطات العليا في المنامة وجود أي شخص يقع في دائرة شبهة مساس من أي نوع بالكويت".

وكان غنيم قد قدم للبحرين قبل 3 أعوام بعد أنْ أمهلته واشنطن 10 أيام لمغادرة الولايات المتحدة إثر فترة اعتقال دامت نحو شهرين بتهم خرق قوانين الهجرة وتهديد الأمن القومي، برغم عدم ثبوت هذه التهم عليه.

وتحتضن قطر منذ سنوات عددا من رموز الحركات الإسلامية أبرزهم: فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي حصل على الجنسية القطرية، وعباس مدني مؤسس ورئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر، كما تحتضن سياسيين بارزين منهم: الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي الطايع، وساجدة خير الله زوجة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وبعض بناته، ود.ناجي صبري وزير الخارجية العراقي السابق.

وسبق لها استضافة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعدد من رفاقه بعد إبعادهم من الأردن قبل نحو 7 سنوات، وسليم يندر باييف الرئيس الشيشاني السابق الذي اغتيل بالدوحة في فبراير 2003.

ويبلغ الشيخ وجدي عبد الحميد محمد غنيم من العمر 56 عاما حيث ولد في جرجا بمحافظة سوهاج في صعيد مصر في 8 من فبراير عام 1951. وهو متزوج ولديه 7 أولاد (4 ذكور و3 بنات).

وله إنتاج دعوي مسجل يتمثل في مجموعات من الشرائط الدعوية في العقيدة والأخلاق والسلوكيات والسيرة والفتوحات والغزوات والضوابط الفكرية
منقول