الأسير الشهيد/ فادي أبو الرب .. قمر جديد

بقلم: النائب/ د محمد شهاب: عضو لجنة الأسرى بالمجلس التشريعي29/12/2007م

· لا بد من تحرك جاد وسريع لإعادة الاعتبار لقضية الأسرى كقضية وطنية وعربية وإسلامية

· لا يقبل أن تقوم الدنيا ولا تقعد تجاه الجندي الإسرائيلي الأسير، ولا يلتفت لمعاناة 11000 أسيراً

· يجب رفع مستوى الفعاليات المميزة المؤسساتية والجماهيرية والإعلامية الداعمة لقضية الأسرى

· الهيئات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبة بموقف جاد

· اليوم تزف الحركة الفلسطينية الأسيرة شهيدها/ فادي عبد اللطيف أبو الرب، من بلدة قباطية شمال جنين، بسبب الإهمال الطبي المتعمد والذي كان أسيراً في سجن جلبوع الصهيوني، وبه يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (193) أسيراً استشهدوا في السجون الصهيونية منذ عام 1967.

· بعض هؤلاء استشهد بالتصفية الفورية بدم بارد عند اعتقالهم، ومنهم جراء التعذيب الوحشي خلال التحقيق أو جراء الإهمال الطبي المتعمد خلال سني الاعتقال، أو خلال إضرابات السجناء أو مواجهتهم وقمعهم من قبل سلطات السجون، ناهيك عن المئات ممن استشهدوا بعد تحررهم بسبب الأمراض العضال التي خرجوا بها من السجن.

· إن ظروف الاعتقال السيئة في سجون الاحتلال الصهيوني تشكل بيئة خصبة للأمراض، وتفتقر السجون إلى العيادات المجهزة والأطباء المختصين والرعاية الطبية الضرورية.

· في سجون الاحتلال الصهيوني يقبع أكثر من 11 ألف معتقل فلسطيني في ظروف صعبة وغير إنسانية ويتعرضون لشتى أصناف المعاملة السيئة والمهينة لكرامة الإنسان أكثر من (1200) أسير مريض يتعرضون يومياً للموت البطيء بسبب الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج من قبل إدارات السجون، يعانون من أمراض مزمنة، وتحتاج إلى رعاية دائمة، كأمراض القلب والغضروف والمفاصل وضعف النظر، ومنهم (200) أسير يعانون من أمراض خطيرة، ويوجد في مستشفى سجن الرملة أكثر من (35) من الحالات الصعبة للغاية التي تحتاج إلى عناية فائقة وعمليات جراحية عاجلة، ومن هؤلاء بعض حالات تحتضر على فراش الموت بالفشل الكلوي أو السرطان المستفحل.

· في سجون الاحتلال الصهيوني يعتبر الإهمال الطبي أحد الأسلحة الفعالة لقتل الأسرى من خلال إنهاكهم وإحباطهم وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة، وابتزازهم ومساومتهم - خاصة المعتقلين الجرحى والمرضى - على التعاون والتعامل مع المحققين وضباط المخابرات، بل واستخدام بعضهم سراً لإجراء تجارب طبية لأدوية خطرة، وهو ما كشفته إفادات الأسرى المحررين، واعترف به كلٌ من عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس لجنة العلوم البرلمانية الإسرائيلية ( داليا إيزيك )، ورئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية (أمي لفتات) أمام جلسة الكنيست قبل أعوام.

· وتشكل زنازين العزل الصهيوني السلاح الأسوأ والأخطر فتكاً بهدف تدمير وتحطيم ومسخ شخصية الأسير الفلسطيني ليخرج شبحاً مثخناً بالوهن الجسدي والأمراض النفسية والعصبية والأمراض العضوية المزمنة (أشبه بما ورد عن سجناء الباستيل في رواية قصة مدينتين لتشارلز ديكنز).

· أمام هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق الأسرى، وتدهور أوضاعهم بشكل كبير، حيث ازدادت سوءاً، و تفاقمت معاناتهم إلى أعلى مستوياتها، أمام هذه الأوضاع المأساوية لا بد من تحرك جاد وسريع لإعادة الاعتبار لقضية الأسرى.

· فهي قضية وطنية وعربية وإسلامية، قضية سياسية وحقوقية وإنسانية، لا بد إحيائها بالشكل الذي تستحقه، وتسليط الضوء عليها، من كافة الجوانب لإسماع العالم صرخاتهم وإطلاعهم على صور معاناتهم التي لا توصف.

· لا يقبل أن تقوم الدنيا ولا تقعد تجاه الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، في حين لا يلتفت العالم لمعاناة 11000 أسيراً والذين يتعرضون لأبشع أنواع الظلم والتعذيب والقتل الممنهج البطيء .

· إن هذه القضية الإنسانية العاجلة يجب أن توضع على سلم أولويات النضال الفلسطيني محلياً وخارجياً، من خلال كافة المؤسسات الرسمية الحكومية المتنوعة كل حسب اختصاصه، ومن خلال كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية ، يجب رفع مستوى الفعاليات المميزة المؤسساتية والجماهيرية والإعلامية المساندة والداعمة لقضية الأسرى.

· وإن دول العالم الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة يجب أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وترغم وتلزم حكومة الاحتلال ببنود الاتفاقية التي وقعت عليها، واحترام حقوق الأسرى والمعتقلين، وإطلاق سراح المرضى والنساء والأطفال منهم.

· وإن الهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبة بموقف جاد، مطالبة بالتحقيق في وضع الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، وأن تقول كلمتها حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان عامة وحقوق الأسرى خاصة والوقوف بجانب الأسرى الفلسطينيين وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم، ومطالبة بأن تكثف جهودها وأن تشكل ضغطاً عالمياً علي دولة الاحتلال لوقف معاناة الأسرى المستمرة والتوقف عن الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها بحق الأسري والمعتقلين الفلسطينيين وإلزامها بضرورة تحسين معاملتها للأسرى والمعتقلين وظروف اعتقالهم حسب المعايير الدولية.