المسجد العمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شباب المسجد العمري بمدينة جباليا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:26 pm

القسم الثاني
ماذا يعني انتمائي للحركة الاسلامية

الموضوعات

توطئه
1- ان اعيش للاسلام
2- ان اكون مؤمنا بوجوب العمل للاسلام
3- الحركة الاسلامية .. مهمتها – خصائصها – عدتها
4- ان ادرك طرائق العمل الاسلامي
5- ان ادرك ابعاد انتمائي للحركة الاسلامية
6- ان اكون مدركا لمرتكزات العمل الاسلامي
7- ان ادرك شروط البيعة والعضوية



مدخل الي القسم الثاني


ان القسم الثاني من هذا الكتاب وهو ماذا يعني انتمائي للحركة الاسلامية يعرض لاهم المواصفات التي ينبغي توفرها فيمن كان انتماؤه للاسلام انتماء صحيحا .
فاساس الانتماء للحركة الاسلامية اذن ان تتحقق في المنتمي صفات ومواصفات انتمائه للاسلام , وهذا ما يجعل الحركة الاسلامية معنية بتهيئة الفرد ليكون مسلما حقا قبل تهيئته ليكون عضوا فيها ..
ذلك ان الانتماء الي الاسلام هو الاساس , والانتماء للحركة انما هو جزء لا يتجزا من صدق الانتماء لهذا الدين ..

والله الموفق وبه نستعين
المؤلف




أولا :
أن أعيش للإسلام
- صنف يعيشون للدنيا
- أناس ضائعون بين أمرين
- أناس يعتبرون الدنيا مزرعة الآخرة
- كيف أعيش للإسلام
- صفات من يعيشون للإسلام










ان اعيش للاسلام
اذا كان انتمائي للاسلام يفرض علي ان اعيش للاسلام عقيدة وعبادة واخلاقا .. اعيش في نفسي وبيتي واهلي .. فانه يفرض علي – كذلك – ان اعيش ( له ) , ان اوجه حياتي – كل حياتي – من ( اجله ) , وان اسخر كل طاقاتي وامكاناتي لما يعزز سلطانه ويرفع بنيانه ..
والناس في هذة الدنيا ثلاثة اصناف , فمن أي الاصناف انا يا تري ؟
• صنف يعيش للدنيا :
وهم الماديون – اعتقادا او واقعا – ولقد سماهم القران الكريم بالهريين فقال فيهم ( وقالوا ان هي الا حياتنا الدني وما نحن بمبعوثين ) , ( وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون ) .
والشيوعيون حديثا ومن لف لفهم من العلمانين والوجوديين يصدرون عن نفس هذا المعتقد .. فقد علق ( لينين ) علي قول احد الفلاسفة ( ان العالم لم يخلقه أي اله او انسان , وقد كان ولا يزال سيكون شعلة حية الي الابد تشتعل وتنطفئ تبعا لقوانين معينة ) فقال ( ياله من شرح رائع لمبادئ المادية الدياليكتيكية ؟ ) .
وعندما يكفر الانسان بوجود حياة بعد هذة الحياة يحاسب فيها الانسان عما كسبت يداه , تصبح الدنيا اكبر همه , ومبلغ علمه , يعيش لها , يلهث وراءها , ويغرق في شهواتها ولذائذها بدون حساب ..
• وصنف ضائعون بين امرين :
وهم عموم الناس الذين اضطربت معتقداتهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .. وهؤلاء وان كانوا مؤمنين بالله وباليوم الاخر , الا ان معتقداتهم هذة صورية منفصلة انفصالا كليا عن واقعهم العلمي . فهؤلاء ماديون ( حقيقة ) وان كانوا يمارسون في الواقع بعض الطقوس الروحية في اثال هؤلاء قول الشاعر :
نرفع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقي ولا ما نرقع
يقول الامام الشهيد حسن البنا في رسالة ( الي أي شئ ندعو الناس ) :
ان القرار حدد غايات الحياة , ومقاصد الناس فيها .. فبين ان قوما همهم من الحياة الاكل والمتعة , فقال تبارك وتعالي ( والذين كفروا يتمتعون وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم ) .
وبين ان اقواما اخرين مهمتهم الزينة والعرض الزائل فقال تبارك وتعالي ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) .
وبين ان قوما اخرين شانهم في الحياة ايقاذ الفتن واحياء الشرور والمفاسد اولئك الذين قال الله فيهم ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو الد الخصام * واذا تولي سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) .
تلك مقاصد من مقاصد الناس في الحياة نزه الله المؤمنين عنها وبراهم منها وكلفهم مهمة ارقي , والقي علي عاتقهم واجبا اسمى , ذلك الواجب هو هداية البشر الي الحق , وارشاد الناس جميعا الي الخير , وانارة العالم كله بشمس الاسلام ..
• وصنف يعتبرون الدنيا مزرعة الاخرة :
وهؤلاء هم المؤمنون حقا .. الذين يدركون حقيقة هذة الحياة , كما يدركون قيمة الدنيا من الاخرة ( وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو وللدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون ) فلا تلهيهم او تشغلهم عن تحقيق الغاية التي من اجلها خلقوا ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) .
فالمنتمون الي الاسلام بحق يعتبرون الدنيا ميدان تنافس علي طاعة الله ورضاه .. حياتهم كلها ( علمهم , تجارتهم , اموالهم , بيوتهم , اوقاتهم ,اذهانهم ) مسخرة في هذا السبيل , بعكس الماديين الذين يسخرون كل شئ من اجل الاهواء والشهوات ؟.
وان مما يؤكد هذا ان جملة ما تنتجه المدينة الحديثة وتتفتق عنه قول الخترعين لا يستهدف غير تامين اكبر قسط ممكن من المتعة والراحة الجسدية لهذا الانسان وليس فيها ما يستهدف عمارة هذا الكون بالخير والامن والسلامة .. فالسيارة والطائرة والغسالة والثلاجة والجلاية والعصارة والخفاقة والكناسة , وادوات الزينة والاثاث واللباس وادوات الترفيه والتسلية , بل مئات بل الاف من الادوات تنتجها المصانع في شتى انحاء الارض من اجل المتعة والراحة الحسية لهذا الانسان ..
ان الانسان لا يمنع من البحث والتقصي والاختلراع والانتاج ولكن
اولا : بالقدر الذي لا يعود علي الانسان بالضرر , وثانيا : علي الوجه الذي يحقق الخير ويشيع البر في المجتمع ويلحظ شرعية واخلاقية استعمالها والاستفادة منها ..
ولقد اشار الامام الشهيد البنا الي هذا المعني فقال في رسالة ( الي أي شئ ندعو الناس ؟):
فبربك يا عزيزي هل فهم المسلمون من كتاب ربهم هذا المعني , فسمت نفوسهم ورقت ارواحهم , وتحرروا من رق المادة ؟ وتطهروا من لذة الشهوات والاهواء , وترفعوا عن سفاسف الامور ودنايا المقاصد , ووجهوا وجوههم لله الذي فطر السموات والارض حنفاء يعلمون كلمة الله ويجاهدون في سبيله , وينشرون دينه , ويذودون عن حياض شريعته , ام هم اسرى الشهوات وعبيد الاهواء والمطامع , كل همهملقمة لينة وملركب فاره وحلة جميلة ونومة مريحة وامراة وضيئة ومظهر كاذب ولقب اجوف ؟
رضوا بالاماني وابتلوا بحظوظهم وخاضوا بحار الجد دعوى فما ابتلوا
وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول < تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس عبد القطيفة > .
• كيف اعيش للاسلام :
• وكيما تكون حياتي موجهة في طريق الاسلام , ومن اجل الاسلام , لابد من ادراك جملة امور والالتزام بها , من ذلك :
1- ادراك الغاية من الحياة : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) , ( وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه علي الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ) .
2- ادراك قيمة الدنيا من الاخرة : ( ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل ) , < ذلك متاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وابقي > ولقد روي ان رسول الله صلي الله عليية وسلم وقف يوما علي ( مزبلة ) ونادى اصحابه قائلا :
هلموا الي الدنيا , ثم اخذ خرقة قد بليت وعظاما قد نخرت وقال (هذة هي الدنيا ) .. وراي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما ( شاة ) ميته قد رماها اصحابها , فالتفت الي اصحابه قائلا ( ارايتم كيف هانت هذة علي اهلها ؟ والله للدنيا اهون علي الله من هذة علي اهلها , ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي منها كافرا شربة ماء ) وقال ( اقتربت الساعة , لا يزداد الناس علي الدنيا الا حرصا , ولا يزدادون من الله الا بعدا ) وقال ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) .
3- ادراك حتمية الموت والتعاظ به : ( كل من عليها فان * ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) , ( كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )
ولقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال > اكثروا ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات > وقال ابو ذر الغفاري رضي الله عنه قلت يارسول الله : فما كانت صحف موسي عليه السلام ؟ قال < كانت عبرا كلها : عجبت لمن ايقن بالموت ثم هو يفرح – عجبت لمن ايقن بالنار ثم هو يضحك – عجبت لمن ايقن بالقدر ثم هو ينصب – عجبت لمن راي الدنيا وتقلبها باهلها ثم اطمان ايها – وعجبت لمن ايقن بالحساب غدا لم لا يعمل ؟> وروي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال , خرجنا مع رسول الله صلي اله عليه وسلم في جنازة , فجلس الي قبر منها فقال < ما ياتي علي هذا القبر يوم الا وهو ينادي بصوت ذلق طلق , يا بن ادم نسيتني ؟ الم تعلم اني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق الا من وسعني الله عليه ؟ ثم قال : القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار > .
4- ادراك حقيقة الاسلام : وذلك بالتفقه والتعلم ومعرفة اصوله واحكامه وحرامه .. ( وقل ربي ذدني علما ) ويقول الرسول صلي اله عليه وسلم < انما العلم بتعلم والفقه بالتفقه , ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين > < ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , انما ورثوا العلم , فمن اخذه اخذ بحظ وافر > .
5- ادراك حقيقة الجاهلية : وذلك بالتعرف الي افكارها ومذاهبها ومخططاتها واكتشاف مثالبها وعيوبها , ودراك اخطارها واضرارها ليؤمن مكرها , ولتؤخذ العدة اللا زمة لمكافحتها ومحاربتها , وصدق رسول الله صلي اله عليه وسلم حيث يقول < من تعلم لغة قوم امن مكرهم > .
• صفات من يعيشون للاسلام : انني حين اعيش الاسلام وللاسلام لابد وان تتسم حياتي بسمات وقسمات تميزها عن حياة سائر الناس .. من ذلك :
أ‌- الالتزام العملي بالاسلام : ذلك ان الايمان ليس بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ( الذين امنوا وعملوا الصالحات ) ( اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون ) ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) يقول حجة الاسلام الغزالي : قصم ظهري رجلان , عالم متهتك , وجاهل متنسك , فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه ..؟ ويوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم المسلمين فيقول < كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة > .
ب‌- تقصي مصلحة الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم < دوروا مع كتاب الله حيثما دار > وقوله < من اصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم > وقوله < انت علي ثغر من ثغور الاسلام فلا يؤتين من قبلك > وفي غزوة احد كان سعد بن الربيع يلفظ انفاسه الاخيرة وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم , ومع هذا التفت الي زيد بن ثابت قائلا ( قل لرسول الله اني اجد ريح الجنة .. وقل لقومي الانصار , لا عذر لكم عند الله ان خلص الي رسول الله وفيكم عين تطرف , ثم فاضت نفسه من وقته ) .
ت‌- الاعتزاز بالحق والثقة بالله : وهذة صفة من صفات المؤمنين ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ) ويروي ان المهاجرين من المسلمين الذين التجؤوا الي الحبشة فرارا بدينهم دخلوا علي النجاشي فابتدرهم من عنده من القسيسين والرهبان ان اسجدوا للملك ؟ فقال جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وكان علي راسهم ( نحن قوم لا نسجد الا لله ) .. وفي التاريخ الاسلامي مئات من مواقف العزة والجراة والشجاعة سجلها الرعيل الاول من امثال الخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وربعي بن عامر ومصعب بن عمير وسعيد بن حبير وسعيد بن المسيب وغيرهم ممن يحسن الاطلاع علي سيرتهم وتقصي اخبارهم والاقتداء بهم ..
ث‌- التزام العمل للاسلام والتعاون مع العاملين : ذلك ان انتمائي للاسلام يفرض علي ان اعمل للاسلام .. ان اعمل له ضمن جماعة .. ان اتعاون مع العاملين غيري في الدعوة الي الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقانة الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والدولة الاسلامية وصدق الله تعالي حيث يقول ( سنشد عضدك باخيك ) ( وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان ) وقوله صلي اله عليه وسلم < لامسلم للمسلم كلبنيان يشد بعضه بعضا > < يد الله مع الجماعة وانما ياكل الذئب من الغنم القاصية > < عليك بجماعة المسلمين وامامهم > وقوله < الجماعة بركة > وقوله < الجماعة رحمة والفرقة عذاب > .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:27 pm

ثانيا :
أن أكون مؤمنا بوجوب العمل للإسلام



- وجوبه مبدأ..
- وجوبه حكما ..
- وجوبه ضرورة ..
- وجوبه فرديا وجماعا ..
- من جاهد فانما يجاهد لنفسه ..



ان اكون مؤمنا بوجوب العمل للاسلام

ان العمل للاسلام .. لايجاد الشخصية التي تتمثله عقيدة واخلاقا ..
لايجاد المجتمع الذي يلتزمة فكرا وسلوكا .. لايجاد الدولة التي تطبقه شريعة ومنهجا ودستورا , وتحمله دعوة هادية لاقامة الحق والعدل في لالعالمين .. ان هذا العمل , وما يحتاج اليه ويتصل به ويتفرع عنه ويتطلبه هو واجب اسلامي شرعي لا يسقط حتي تقوم ( السلطة ) التي تتولي القيام بهذة المسؤولية وترعي شؤون المسلمين ..
وما دامت هذة السلطة غير موجودة , فان كل تقصير من العالمين او قعود من المسلمين هو في شرع الله ( اثم ) لا يرفعه الا المبادرة السريعة للنهوض بتكاليف العمل للاسلام ؟ .
وان ما يؤكد وجوب العمل للاسلام , وانه تكليفي وليس تطوعيا , كون وجوبه يقينيا من عدة وجوه :
الاول : وجوبه مبدا ..
فالعمل للاسلام واجب للاسلام واجب مبدا , لانه مناط تكليف الله للبشر جميعا .. للانبياء والمرسلين اولا , ثم للناس اجمعين حتي يرث الله الارض ومن عليها بدليل قوله تعالي ( والعصر * ان الانسان لفي خسر * الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وقوله ( يايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته ) ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) .
والسنة المطهرة تزخر بما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم من احاديث تحض علي الدعوة الي الحق ومكافحة الباطل , منها قوله صلي الله عليه وسلم < من راي منكم منكرا فليغره بيده , فان لم يستطع فبلسانه , فان لم يستطع فبقلبه , وذلك اضعف الايمان , وليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان > وقوله < يايها الناس , ان الله يقول لكم : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوني فلا استجيب , وتسالوني فلا اعطيكم , وتستنصروني فلا انصركم > وقوله < اذا رايت امتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها > .
ثانيا : وجوب حكما..
والعمل للاسلام واجب حكما , لان تعطل حاكمية الله في الارض , وهيمنة النظم والتشريعات الوضعية علي المجتمعات البشرية يفرض علي المسلمين العمل لاقامة المجتمع الاسلامي واستئناف الحياة الاسلامية , وتعبيد الناس لله في معتقداتهم واخلاقهم ونظمهم بدليل قوله تعالي ( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) وقوله ( وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه الي الله ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب ) وقوله ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وفي آية الظالمون وفي آية الفاسقون ) .
فاذا كان تحقيق المجتمع الاسلامي والحكم بما انزل الله واجبا بذاته , فيصبح العمل لاقامته وايجاده واجبا حكما بدليل القاعدة الشرعية ( ما لم يتم الواجب الابه فهو واجب ) .
ان معظم الاقطار الاسلامية - ان لم نقل كلها – تحكم بانظمة وضعية هي خليط من تشريعات رومانية ويونانية وفرنسية وغيرها , والنظم الاقتصادية السائدة في هذة الاقطار هي الراسمالية والاشتراكية مما يجعل العمل لهدم هذة الكيانات الجاهلية واستئناف الحياة الاسلامية فريضة عين علي كل مسلم حتي تعود للاسلام القيادة والقوامة ..
ثم ان كثيرا من الواجبات الشرعية يتوقف تنفيذها وممارستها علي اقامة خليفة او امام وهذا بالتالي مرتبط بوجود سلطة اسلامية .. فكل التشريعات المتعلقة بالانظمة الاسلامية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , كل التشريعات المتعلقة بالحكم والعقوبات والسلم والحرب والجهاد والصلح والمعاهدة وبالمعاملات الاجتماعية والاقتصادية , هذا وغيرها من جوانب التشريع الاسلامي لا يمكن تنفيذها الا عن طريق دولة تقوم علي اساس الاسلام ؟..
ثالثا : وجوبه ضرورة ..
والعمل للاسلام – كذلك – واجب بالضرورة لمواجهة تحديات العصر ومؤامرات اعدء الاسلام .. لوقف الموجات المادية والزحوف الالحادية التي تهدد الوجود الاسلامي بالاستئصال والزوال .
ان نظرة فاحصة الي الاوضاع التي تعيشها اقطار العالم الاسلامي تؤكد ضرورة قيام مجابهة اسلامية .. بل وتجعل القيام بذلك تكليفا شرعيا لا يجوز عنه او التهاون فيه .
فهنالك اقطار , تشكو من سيطرة غير المسلمين عليها وتحكمهم فيها كفلسطين وكشمير وارتريا وقبرص وبخاري وسمرقند وغيرها ..
فهناك اقطار , تشكو من تسلط اقليات طائفية حاقدة , وتحكمها رقاب المسلمين بقوة الحديد والنار ..
وهنالك اجزاء اخرى من العالم الاسلامي تشكو من تسلط احزاب يسارية او يمينية عليها كما تعيش اجزاء اخرى صراعات دمويةرهيبة من جراء التطاحن بين قوى اليمين واليسار علي السلطة ؟ .
وفضلا عن كل هذا وذاك , فان اقطار العالم الاسلامي جمعاء تعيش حالة ضياع .. حالة فوضي .. فوضي سياسية .. فوضي اجتماعية .. فوضي اقتصادية . تعيش تدهورا مريعا في الاخلاق والقيم كما في الافكار والمعتقدات ؟ .
كل ذلك وغيره يؤكد وجوب العمل – ولو بالضروة – لمواجهة هذة التحديات التي يواجهها الاسلام ,سواء من الاستعمار والقوي الدولية في الخارج او من عملائه وزبانيته والمتعاونين معه في الداخل ( وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) .
رابعا : فرديا وجماعيا ..
ان مسؤولية العمل للاسلام – من حيث هي واجب تكليفي شرعي – تعبير مسؤولية ( فردية ) شانها شان كل الواجبات والمسؤوليات الشرعة الاخري التي يترتب علي القيام بها الثواب كما يترتب علي تركها العقاب ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ( وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ) ( ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها ) ( ولا تزر وازرة وزر اخري ) ( ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه ) .
فالاسلام كيما يشرك الناس جميعا في عملية البناء والتعمير .. بناء الحياة علي الحق واعمارها بالخير – جعل كل انسان مسؤولا عن حيز من البذل والعطاء في حدود امكانياته وطاقاته , مادام هذا الانسان بالغا عاقلا قادرا .. مما يجعل المجتمع خلية حية نابضة .. كل فرد فيها يبني ويحرص عي البناء .. وكل انسان فيها يعطي ويتنافس في العطاء ..
ومن هنا كان وجوب العمل للاسلام ( فرديا ) كنكليف شرعي وواجب اسلامي ..
واذا كان العمل للاسلام واجبا فرديا من هذا الجانب , فهو واجب جماعي من حيث كسؤوليته الحركية التنفيذية .. وهذا ما تؤكده وقائع وحيثيات غير قابلة للجدل اساسا , من ذلك :
أ‌- تكاليف العمل للاسلام اكبر من ان يتصدي لها انسان بمفرده ..فالعمل للاسلام يستهدف هدم الجاهلية برمتها واقامة الاسلام مكانها .. وهذا يتطلب من التكاليف والامكانيات والجهود ما يعجز عن القيام باعبائه فرد , بل لا يقوى علي النهوض به مع الجهد والمكابدة والمعاناة الا تنظيم حكي يكون في مستوى المواجهة وعيا وتنظيما وقدرة ..
ب‌- ان عمل الرسول صلي الله علية وسلم في مواجهة الجاهلية واقامة المجتمع الاسلامي واستئناف الحياة الاسلامية دليل شرعي علي وجوب ( الجماعية ) في العمل للاسلام .. فالرسول صلي اله عليه وسلم لم يعتمد اسلوب العمل الفردي قط .. وانما حرص من اول يوم علي اقامة ( جماعة ) كان يختار عناصرها اختيارا وينتقي افرادها انتقاء لتكون اداة الاسلام في عملية التغيير ؟ وهذا ما تنطق به وقائع السيرة النبوية في كل المراحل وعلي كل صعيد ..
ت‌- ثم ان طريق العمل للاسلام مفروشة بالاشواك محفوفة بالمحن .. فالتحديات التي تعترض السبيل كبيرة .. والقوى التي تتربص بالاسلام واهلة كثيرة .. وهذا ما يفرض وجود تنظيم حركي عريض كيفا وكما لمواجهة كل راحل العمل وظروفة واحتمالاته .. وفي ثنايا الايات القرانية اشارات ودلالات واضحة كما في الاحاديث النبوية تؤكد ضرورة ان يكون العمل للاسلام , جماعيا وحركيا ومنظما ( وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان ) .
خامسا : من جاهد فانما يجاهد لنفسه ..
ثم ان اول ما يتوجب علي العاملين للاسلام ان يدركوه بعمق انهم هم المحتاجون الي الاسلام .. وانهم حين يعملون ويجاهدون ويكابدون فلتزكية ذواتهم , ولتطهير نفوسهم , ولتادية بعض حقوق الله عليهم , وليحتسبوا ذلك عند الله يوم تزيغ الابصار ويبلغ القلوب الحناجر ..
فهم هم الرابحون ان اقبلوا وهم وحدهم الخاسرون ان ادبروا ( ان الله لغني عن العالمين ) ( وان تتولوا يستبل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ) .
كما ان عليهم ان يدركوا ان قيمتهم الحقيقية تكون لالاسلام ولا قيمة لهم بدونه فهم عندئذ ( كالانعام بل هم اضل سبيلا ) . وان الكرامة الحقيقية والعزة الحقيقية لا يمكن ان تتحقق الابالمشاركة في مسيرة الاسلام , وبالاستمرار في هذة المشاركة وان ( من شذ شذ في النار ) وان من احتوته المسيرة بحق فقد اتصل باشرف نسب وارتبط بقافلة الهداة , من الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ..
كما ان علي العاملين للاسلام ان يدركوا ان البقاء في المسيرة شرط للثبات ( وانما ياكل الذئب من الغنم القاصية ) ..
فالمجتمع الذي تموج فيه الفتن كقطع الليل المظلم , لا يمكن ان يعيش فيه دون التاثير بلوثاته من كان بعيدا عن الذكرى ( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ) او بعيدا عن التناصح والتواصي بالحق والصبر ( والعصر * ان الانسان لفي خسر * الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
فلابد من العيش في رحاب اسرة الايمان , ولابد من الالتحاق بمسيرة الرحمن والعيش في كنفها دائما وابدا ( واصبر نفسك مع الذين ذيدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ) .كما ان علي العاملين للاسلام ان يدركوا انهم انما يعملون لله ويجاهدون في سبيله .. وان هذا الطريق طويل , وشاق .. وان الجنة حفت بالمكاره وان النار حفت بالشهوات ..
انه طريق لا يقوى علي السير فيه من يخاف الغد علي رزقه , وحياته ؟؟
وانه طريق لا يقوى علي السير فيه صاحب المزاج والهوى , وضيق الصدر وخائر القوى .. ومن لا يصبر علي كلمة فضلا عن ملمة .. والمعتد برايه الذي لا يدري ولا يدري انه لا يدري ؟ والذي يشق عليه النزول عند حكم المجموعة والالتزام براي الجماعة ؟؟
انه طريق التطهر والتعفف والتنظف .. طريق الرحمة والمكرمة ..
طريق المصابرة والمرابطة , طريق التجرد والسمو , طريق الصدق والاخلاص , وان طريقا هذة مواصفاتها لا يمكن ان يثبت عليها غير المؤمنين المعلقة قلوبهم بواحد احد , الناظرة نفوسهم الي فرد صمد ( ومن يتوكل علي اله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا ) ( فمن نكث فانما ينكث علي نفسه ومن اوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:32 pm

الحركة الاسلامية
مهمتها خصائصها عدتها
- مهمة الحركة الاسلامية
- خصائصها المبدئية : ربانية-ذاتية-تقدمية-شاملة
- خصائصها الحركية : البعد عن هيمنة الحكام
التدرج في الخطوات
ايثار العمل علي الدعاية
النفس الطويل
علانية العمل وسرية التنظيم
العزلة النفسية لا الحسية
الغاية لا يبرر الوسيلة
- عدة الحركة الاسلامية : الايمان بالله ونصره وتاييده
الايمان بالمنهاج ومزيته وصلاحيته
الايمان بالاخاء وحقوقه وقدسيته
الايمان بالجزاء وجلاله وعظمته وجزالته
الايمان بالنفس
الجهاد
الحركة الاسلامية : مهمتها – خصائصها – عدتها
مهمة الحركة الاسلامية هي تعبيد الناس لله تبارك وتعالي افرادا وجماعات بالعمل لاقامة المجتمع الاسلامي الذي يستمد احكامه وتعالميه من كتاب اله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .
والحركة الاسلامية تنظيم عالمي يمتد ليشمل العاملين في الحقل الاسلامي في كل انحاء الارض .. وهو يعتمد لتحقيق هذة الغاية علي تبليغ الدعوة الاسلامية نقية صافية , متصلة بالعصر ومقتضياته والحاضر ومتطلباته , ودعوة الناس اليها , وتنظيمهم عليها , وتهيئتهم للايمان بها والعمل لها والجهاد في سبيلها ..
ومن مقتضيات ذلك , مكافحة الاستعمار ومخلفاته وافكاره وفلسفاته شرقيا كان ام غربيا , حتي تعود للامة شخصيتها المستقلة الاصلية ..
ولقد حرصت الحركة الاسلامية – من اول يوم – علي ان تزيل عن الاسلام ركام البدع والخرافات , وتقدمه للناس بصورته المشرقة الصافية التي تتوافق مع عظمته وشموخه ..
فهي تؤمن : بان احكام الاسلام وتاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس علي كل صعيد ..
وهي تعتبر : ان القاعدة الاساسية التي يقوم عليها الاسلام علي مدار التاريخ البشري هي قاعدة ( لا اله الا الله ) أي افراد الله سبحانه في الالوهية والحاكية .. افراده بها اعتقادا في الضمير وعبادة في الشعائر وشريعة في واقع الحياة ..
والحركة الاسلامية تؤمن بالاسلام قوة اساسية لنهضة المسلمين , وانقاذ العاملين , وتحرير المستضعفين من الطواغيت والظالمين حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ..
وتري الحركة الاسلامية في تبني النظم الراسمالية والاشتراكية والشيوعية وغيرها من النظم الوضعية , كفرا بالاسلام العظيم , وجحودا بالله رب العالمين , وسيرا علي غير هدى , وتخبطا بدون طائل , واستفادا للجهود واضاعة للزمن ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) .
ولقد اجما الامام البنا رضي اله عنه وارضاه مهمة الحركة الاسلامية فقال :
مهمتنا اجمالا ان نقف في وجه هذة الموجة الطاغية من مدينة المادة وحضارة المتع والشهوات التي جرفت الشعوب الاسلامية, فابعدتها عن زعامة النبي صلي الله عليه وسلم وهداية القران , وحرمت العالم انوار هديها , واخرت تقدمها مئات السنين , حتي تنحسر عن ارضنا ويبرا من بلئها قومنا , ولسنا واقفين عند هذا الحد , بل سنلاحقها في ارضها , وسنغزوها في عقر دارها , حتي يهتف العالم كله باسم النبي صلي الله عليه وسلم , وتوقن الدنيا كلها بتعاليم القران , وينتشر ظل الاسلام الوارف علي الارض , وحينئذ يتحقق للمسلم ما ينشده , فلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ( لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ) .
هذة مهمتنا اجمالا .. فاما في بعض تفاصيلها فهي ان يقوم في الامة :
1- نظام داخلي للحكم : يتحقق به قول اله تبارك وتعالي ( وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما ازل الله اليك ) .
2- ونظم للعلاقات الدولية : يتحقق به قول القران الكريم ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) .
3- ونظام عملي للقضاء : يستمد من الاية الكريمة ( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .
4- ونظام للدفاع والجندية : يحقق مرمى النفير العام ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ) ,.
5- ونظام اقتصادي : استقلالي للثروة والمال والدولة والافراد اساسة قوله تعالي ( ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما ) .
6- ونظام للثقافة والتعليم : يقضي علي الجهالة والضلال , ويطابق جلال الوحي في اول اية نزلت من كتاب الله ( اقرا باسم ربك الذي خلق ) .
7- ونظام للاسرة والبيت : ينشئ الصبي المسلم والفتاه المسلمة والرجل المسلم ويحقق قوله تعالي ( يايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) .
8- ونظام للفرد : في سلوكه الخاص يحقق الفلاح المقصود بقوله تعالي ( قد افلح من زكاها ) .
9- وروح عام يهيمن علي كل فرد في الامة من حاكم او محكوم قوامه قول الله تعالي ( وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ) .
10- نحن نريد : الفرد المسلم .. والبيت المسلم .. والشعب المسلم .. والحكومة المسلمة .. والدولة التي تقود الدول الاسلامية , وتضم شتات المسلمين , وتستعيد مجدهم , وترد اليهم ارضهم المفقودة , واوطانهم المسلوبة وبلادهم المغصوبة , ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة الي الله , حتي تسعد العالم بتعاليم الاسلام .
خصائصها المبدئية :
ان ابرز ما في خصائص الحركة الاسلامية ما يلي :
1- انها ربانية : فهي تستمد تصورها واحكامه واخلاقها وتقاليدها وافكارها من دين الله الخالد ورسالته الخاتمة .. وهي دعوة الله وليست لذوات العاملين فيها او القائمين عليها ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي وممامتي لله رب العالمين ) فهي ليست تنظيما حزبيا ( شان التنظيمات الحزبية الحديثة ) .. وليست تنظيما زعاميا يهدف الي تحقيق بعض المكاسب والمارب الشخصية ( شان التنظيمات الزعامية المعروفة ) .. والاصل لديها ان يخضع الكبير فيها قبل الصغير والقائد قبل الجندي لحدود ما شرع اله ..
2- انها ذاتيه : بمعني انها منبثقة من واقع المجتمع الاسلامي غير ( مستوردة ) او ( مستوحته ) من الشرق او مالغرب شان التنظيمات والهيئات الاخرى .. فدعوتنا دعوة الي الدين , والدين من اقوي خصائص هذة الامة عرفت به وعرف بها احقابا طويلة من الزمن , ولا يصلح اخر هذة الامة الا بما صلح به اولها ..
3- انها تقدمية : فهي في مضمونها العقيدي والتشريعي وفي تصورها للكون والانسان والحياة اسبق واقدر علي حل مشكلات الانسان والحياة من التشريعات البشرية العاجزة القاصرة .. ولكن تقدمية الاسلام ليست – كما يريد او يفهم المتسمون بالتقدميين زورا وبهتانا – انفلاتا من القيم الاخلاقية والاداب الكريمة .. بل هي تقدم في الارتقاء بمشاعر الناس وافكارهم واخلاقهم .. وهي تقدم في مضمار العلم الموجه واكتشاف افاق هذا الكون العظيم , ليس من اجل تسجيل سبق علمي وانما من اجل الاستزادة من التعرف علي جلال وجمال وقدرة وعظمة الله رب العالمين ..
وتقديمة الاسلام تامر بالاستفادة من كل ما تتفتق نه العقول من مبتكرات ووسائل شريطة ان تكون موضوعة في اطر الخير عامة , وهذا معني قوله صلي الله عليه وسلم < خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت > وقوله < الحكمة ضالة المسلم اني وجدها فهو احق بها > .
4- انها شاملة : أي انها دعوة لا تقتصر علي صلاح جانب من جوانب الحياة دون الاخر .. فاسلاميتها تعني عموميتها وشمولها ..
فهي دعوة سلفية لانها تدعو الي العودة بالاسلام الي معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله .
وهي طريقة سنية لانها تعمل علي احياء السنة المطهرة في افرادها وفي المجتمع ..
وهي رابطة ربانية تدرك ان اساس الخير طهارة النفس ونقاء القلب وحسن الصلة بالله .
وهي حركة سياسية تعمل علي رعاية شؤون الامة بالاسلام علي كل صعيد ..
5- البعد عن مواطن الخلاف الفقهي : لانها تعتقد ان الخلاف في الفرعيات لابد منه , وهي لذلك تدعو الي جمع المسلمين حول اصول الاسلام وقواعده ..
ولقد لخص الامام الشهيد ذلك بقوله :
( لسنا حزبا سياسيا , وان كانت السياسة علي قواعد الاسلام من صميم فكرتنا .. ولسنا جمعية خيرية اصلاحية , وان كان عمل الخير والاصلاح من اعظم مقاصدنا .. ولسنا فرقا رياضية , وان كانت الرياضة البدنية والروحية من اهم وسائلنا .. لسنا شيئا من هذة التشكيلات فانها جميعا تخلقها غاية موضعية محددة لمدة محدودة , وقد لا يوحي بتاليفها الا مجلرد الرغبة في تاليف هيئة , والتحلي بالالقاب الادارية فيها ..
ولكننا .. فكرة وعقيدة .. ونظام ومنهج , لا يحدده موضع ولا يقيده لا يجوز , ولا يقف دونه حاجز جغرافي , ولا ينتهي بامر حتي يرث الله الارض ومن عليها , ذلك لانه نظام رب العالمين , ومنهاج رسوله الامين ..
نحن ايها الناس ولا فخر اتباع اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم . واتباع صحابته وحملة رايته من بعده , ورافعو لوائه كما رفعوه , وناشرو لوائه كما نشروه , وحافظو قرانه كم حفظوه , والمبشرون بدعوته كما بشروا ورحمة للعالمين ( ولتعلمن نباة بعد حين ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:33 pm

خصائصها الحركية
1- البعد عن هيمنة الحكام والسياسين :
وان كان من الطبيعي ان يكون من افرادها حكام وسياسيون .. وهذة الخاصة من شانها ان تحفظ الحركة الاسلامية بعيدا عن الاستغلال والمتاجرة وتبقي عليها صفة التجرد والصدق والاخلاص ..
2- التدرج في الخطوات :
لانها تدرك ان طريقها شاق وطويل .. وان اهدافها ضخمة وكبيرة .. وان التدرج في الخطوات واعطاء كل خطوة حقها من شانه ان يصل بالجماعة الي ما تبغي وتريد .. ولقد حدد الامام الشهيد للدعوة ثلاث مراحل هي : مرحلة التعريف ومرحلة التكوين ومرحلة التنفيذ .. جاء في رسالة التاليم للامام الشهيد ما يلي :
مرحلة التعريف : بنشر الفكرة العامة بين الناس , ووسيلتها الوعظ والارشاد واقامة المنشات النافعة وغير ذلك من الوسائل العملية ..
مرحلة التكوين : باستخلاص العناصر الصالحة لحمل اعباء الجهاد وضم الناحية الروحية , وعسكرية بحت من الناحية العملية .. والدعوة في هذة المرحلة لا يتصل بها الا من استعد استعدادا حقيقا لتحمل اعباء جهاد طويل المدى كثير التبعات , واول بوادر هذا الاستعداد ( كمال الطاعة ) كذلك ..
3- ايثار العمل والانتاج علي الدعاية والاعلام :
ولقد دفع الحركة الاسلامية الي ذلك امور : منها ما جاء في الاسلام خاصة بهذة الناحية بالذات , ومخافة ان تشوب هذة الاعمال شوائب الياء فتنتهي الي التلف والفساد .. ومنها نفور الطبيعة الاسلامية من اعتماد الدعايات المضخمة والتهريج الذي ليس من ورائه عمل .. ومنها عدم اضاعة الجهد والوقت الا فيما هو مثمر وبناء .. ومنها ما يفرضه امن الحركة وامن افرادها مصداقا لقول الرسول الاعظم صلي الله عليه وسلم < استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان > .
4- سياسة النفس الطويل :
ان ضخامة العبء , وثقل التبعات , الملقاة علي عاتق العاملين في الحقل الاسلامي يؤكدان ان الطريق طويل والعمل شاق والجهاد مرير , وان السائرين علي هذا الدرب يجب ان يهيئوا انفسهم لمواجهة كل عنت ومشقة ولكل بذل وتضحية ( ألم * احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) .
ان علي المنتمين للحركة الاسلامية ان يعتمدوا سياسة ( النفس الطويل ) فتكون الدعوة الي الله علي بصيرة بقصد مرضاته , فلا عتسفوا الطريق , ولا يستعجلوا الثمرة قبل نضوجها , وهذا لن يتم الا اذا فهموا لن لبحكم الاسلامي وسيلة لغاية اسمي .. فان تحقيق علي ايديهم حمدوا الله وان لم يتحقق فلا ياس ولا قنوط ولا تراجع ولا خوف ؟ وبهذا يكونون قد ادوا الامانة وقاموا بواجب الدعوة ( وما النصر الا من عند اله ) , ( وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين ) .
وقد يقول قائل : ولكن ما بال الاحزاب التافهة العميلة تصل الي الحكم وتقفز الي السلطة هنا وهناك في مدة اقصر وبطريقة ايسر ؟. والجواب علي ذلك ان الطريقين مختلفان وان الحركة الاسلامية لن تصل الا بطريق متميز نظيف , ولو رضيت ان تكون مطية لهذة القوة او تلك , ولهذا الاستعمار , او ذاك لوصلت كما وصل الكثير ؟ ( فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم ) .
5- علانية العمل وسرية التنظيم :
ثم ان العمل للاسلام لا يمكن ان يكون سرا من الاسرار , يقوم به الدعاة وراء الحجب والاستار , يخشون ان يتخطفهم الناس , ويفلسفون ذلك علي انه مصلحة وحكمة ؟ فصوت الاسلام يجب ان يعلو , وكلمة الحق يجب ان تقال , والساكت عن الحق شيطان اخرس , < من راي منكم منكرا فليغيره بيده , فان لم يستطيع فبلسانه , فان لم يستطع فبقلبه , وذلك اضعف الايمان > .
فالداعية يجب ان يقول كلمة الحق , في مكانة حيث يعمل , وفي بيئته حيث يقطن , سواء بالكلمة التي يستطيع القاءها , او بالمقالة التي يتمكن من نشرها ( بالحكمة والموعظة الحسنة ) .
ولكن هذا لا يعني بحال ان تكشف الحركة كل ما عندها من مخططات وتنظيمات , فليس في ذلك مصلحة علي الاطلاق , بل ان ذلك يعد جهلا بالاسلام وتعريضا للحركة ولافرادها لمكر الاعداء وغدرهم وايذائهم ؟ والقاعدة التي يجب تبنيها في هذا المجال هي ( علانية العمل وسرية التنظيم ) عملا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم < استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان ) وقوله < الحرب خدعة > .
6- العزلة النفسية لا الحسية :
ولقد كثر الكلام اخيرا عن العزلة الشعورية التي دعا اليها الشهيد سيد قطب حيث قال < انه لابد من طليعة , تعزم هذة العزمة , وتمضي في الطريق .. تمضي في خضم الجاهلية الضاربة الاطناب في ارجاء الارض جميعا .. تمضي وهي تزاول نوعا من العزلة من جانب ونوعا من الاتصال من الجانب الاخر بالجاهلية المحيطة > .
ومفهوم العزلة هنا التي يشير اليها الشهيد هو عزلة الشعور من أن يدنسه رغام الجاهلية .. عزلة النفس واستعلاء ايمانها وهي تمضي في ( خضم الجاهلية ) وتكشف الزيف , تتحدى الباطل , تكابد وتجاهد دون ان تخشى في الله لومة لائم ؟.
والعزلة هنا تعني التمايز .. تمايز الفئة المؤمنة عن الفئة الكافرة .. تمايزها بالكفر والتصور , وبالاخلاق والسلوك , وبالمشاعر والاحاسيس ؟؟ وهذا ما دعا اليه الاسلام وعبر عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم في كثير من اقواله منها < كونوا كالشامة بين الناس > < لا يمكن احدكم امعة يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسنت وان اساؤوا اسات .. ولكن وطنوا انفسكم , ان احسن الناس ان تحسنوا , وان اساؤوا ان تجتنبوا اساءتهم > .
اما العمل والحركة والاحتكاك والدعوة فلا مجال للعزلة او للافراد فيها والا تعطل العمل والحركة والاحتكاك والدعوة .. والعاملون للاسلام اليوم امام اصناف من الناس لا يجوز ان يعتتدوا حكما واحدا في معاملتهم ..
فمن الناس من هم مسلمون ملتزمون التزاما فرديا باحكامه , وعدم قيامهم بواجب العمل الحركي للاسلام لا يجعلهم وغيرهم علي حد سواء ؟.
ومن الناس من هم مسلمون معتزون بالاسلام مع جهلهم له وعدم التزامهم باحكامه وهؤلاء يمثلون السواد الاكبر من المسلمين اليوم ولا يجوز اعتبارهم والكفار في منزلة واحدة ؟ .
ومن الناس من هم اعداء للاسلام يحادون الله ورسوله سواء كانوا افرادا ام احزابا ام حكاما ؟.
ومواقف الدعاة من هؤلاء يجب ان تتفاوت بحسب قربهم وبعدهم , وبحسب اقبالهم وادبارهم , وبحسب ولائهم او عدائهم .. فمنهم من يلزمه التعهد والتوجيه , ومنهم من تلزمه التوعية والتثقيف .. ومنهم من لا يفلح معه الا السيف ( واخر الدواء الكي ) وهذا يفرض ان يكون الدعاة علي صلة دائمة ومتصلة بالمجتمع , لانه ارضية العمل وميدان الجهاد .. ولكنها صلة متميزة .. صلة التاثير لا التاثير .. وصلة التطهير لا التجنس , وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول < لصبر احدكم ساعة في موطن من مواطن الجهاد خير من عبادة احدكم ستين عاما > .
7- الغاية لا تبرر الوسيلة :
ان جرثومة فساد الاتجاهات والتنظيمات غير الاسلامية هي ( ميكيافيليتها ) .. او بعبارة اخري ( مصلحيتها ) التي تتعدى في كثير من الاحيان حدود المبادئ والنظريات التي ترفعها وتنادي بها ..
فكم من اتجاهات عقائدية ( تسيست ) وخرجت عن اطرها الفكرية عند اول تجربة عملية لها .. علي مستوى الحكم او حتي في التمثيل البرلماني ؟
هذة الاتجاهات – في الحقيقة – لا تفترض في نفسها وفي المنسبين اليها ذلك البعد العقيدي الذي يمكن ان يقيها غوائل الانحراف والتلون والنفاق مما هو مائل في معترك الصراع السياسي والفكري , وفيما يبدو من تصرفات السياسين التقليديين والزعماء العقائديين علي حد سواء ؟.
فمصلحة الشعب تتحول الي مصلحة للحزب .. ومصلحة الحزب تغدو مصلحة ( شخصية ) لزعماء الحزب .. وقضايا الامة تضحي اوراقا رابحة في سوق المتاجرة والاستهلاك والمساومة .. واعداء الامس يصبحون اصدقاء اليوم .. واصدقاء اليوم اعداء الغد .. وهكذا حتي لا يبقي من عقائدية هذة الاتجاهات سوى اسماء وشعارات كاذبة مزيفة ؟ هذا ما يجري علي ساحة القوى والاتجاهات الوضعية , وهذا يفسر ويكشف سر الحركة الكامنة فيها وسبب انتشارها وسرعة وصولها الي السلطة ؟ ليس لديها التزامات عقائدية واخلاقية بالمعني الصحيح .. ليس لديها مواقف واضحة وثابته .. انما هناك ( استراتيجيات ) اخذ بعضها برقاب بعض , وتسابق لاهث لانتهاز كل فرصة واستغلال كل ظرف والمتاجرة بكل قضية مهما كان الثمن فادحا , ولو كان التضحية بالقضية نفسها او بالشعب كله ؟
اما ما يجري في الساحة الاسلامية , او ما يفترض ان يجري فيها , فمختلف كليا عما يجلري هناك وهنالك .. فالحركة الاسلامية لا تفرق بين الغاية والوسيلة من حيث وجوب شرعيتها وعقائديتها واخلاقيتها .. والعاملون في الحقل الاسلامي لا يعملون لذواتهم او وفق ما تمليه ذواتهم .. انهم مقيدون بحدود والتزامات عقائدية واخلاقية ليس لهم ان يحيدوا عنها او يغيروا فيها ؟
أ‌- فالعمل للحق لا يجوز ان يتوسل بالباطل لبلوغ غاياته واهدافه , ولو كان هذا الباطل مجرد كلمة اوشعار ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
ب‌- والحق كل لا يتجزا .. والتنازل عن جزء من الحق تنازل عن الحق كله .. فليس بعد الحق الا الباطل , وليس بعد الهدى الا الضلال .. فهذة قريش تعرض علي رسول الله صلي الله عليه وسلم عروضا سخية مقابل تنازلات عقائدية منه , فيبتدرهم بقوله تعالي ( قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون * ولا انتم عابدون ما اعبد * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا انتم عابدون ما اعبد * لكم دينكم ولي دين ) .
ت‌- والحق ينبغي ان يعمل له بقوة .. ويضحي في سبيله في كل شئ , دون ان يساوم عليه بسبب من ترغيب او ترهيب .. فسحرة فرعون عندما تبين لهم الحق تمردوا علي كل تهديد واستعلوا بايمانهم فوق كل مصلحة وقالوا لفرعون ( فاقض ما انت قاض انما تقض هذة الحياة الدينا * انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى ) . ورسول الله صلي الله عليه وسلم يوم عرض عليه الملك والجاه والمال مقابل ان يخفف من دعوته ينتفض قائلا < والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي ان اترك هذا الامر نا تركته حتي يظهرة الله او اهلك دونه > .
ث‌- واصحاب الحق يجب ان يكونوا واعين حذرين , معتصمين بحبل الله مهتدين بهداه .. فلا تستدرجهم مواقف , او او تفرض عليهم حلول غير متناسبة مع منطلقاتهم العقيدية والاخلاقية ( وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون ) .
وتحدثنا السيرة النبوية , انه عندما حاول (ملك غسان ) ان يستدرج ( كعب ابن مالك ) احد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وظلوا في المدينة ولم يخرجوا مع الرسول صلي الله عليه وسلم كتب له رسالة جاء فيها ( انه قد بلغني ان صاحبك جفاك – وكان رسول الله قد قاطع هؤلاء الثلاثة فلا يكلمهم احد المسلمين – ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة , فالحق بنا فقال كعب عندما قرا الرسالة : وهذا من البلاء ايضا , قد بلغ بي ما وقعت فيه –يعني التخلف – ان طمع بي رجل من اهل الشرك , ثم عمد الي تنور فاحرق الرسالة فيه ؟.
ج‌- واخيرا فان الحق هو الذي يملية الشرع لا الناس , ولوكان مخالفا لاهوائهم وارائم وتصوراتهم جميعا .. فالاسلام يرفض تملق الجماهير فيما يخالف شرع الله مهما كان يسيرا , وهو في منطق الاسلام نفاق وتعد علي حدود الله < من اشترى رضى الله بسخط الناس ما زاده الله الا عزا > وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم او كما قال < لا يكن احدكم امعة يقول انا مع الناس , ان احسن الناس احسنت وان اساؤوا اسات , ولكن وطنوا انفسكم , ان احسن الناس ان تحسنوا وان اساؤوا ان تجتنبوا > .
عدة الحركة الاسلامية :
يشير الامام الشهيد الي عدة الحركة الاسلامية فيقول :
( عدتنا هي عدة سلفنا من قبل , والسلاح الذي غزا به زعيمنا وقدوتنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته العالم , مع قلة العدد وقلة المورد وعظيم الجهد , هو السلاح الذي سنحمله لنغزو به العالم من جديد ..
1-لقد امنوا اعمق الايمان واقواه واقدسه واخلده بالله ونصره وتاييده ( ان ينصركم الله فلا غالب لكم ) .
2- وبالمنهاج ومزيته وصلاحيته ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) .
3- وبالاخاء وحقوقه وقدسيته ( انما المؤمنون اخوة ) .
4- وبالجزاء وجلاله وعظمته وجزالته ( ذلك بانهم لا يصيبهم ظما ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين ) .
5- وبانفسهم , فهم الجماعة التي وقع عليها اختيار القدر لانقاذ العاملين , وكتب الفضل بذلك , فكانوا خير امة اخرجت للناس .لقد سمعوا المنادي ينادي للايمان فامنوا , ونحن نرجوا ان يحبب الله الينا هذا الايمان ويزينه في قلوبنا كما حببه اليهم وزينه من قبل في قلوبهم .. فالايمان اول عدتنا ..
الجهاد من عدتنا كذلك :
- ولقد علموا اصدق العلم وافقهه , ان دعوتهم لا تنتصر الا بالجهاد والتضحية والبذل وتقديم النفس والمال , فقدموا النفوس وبذلوا الارواح وجاهدوا في الله حق جهاده .
- وسمعوا هاتف الرحمن يهتم بهم ( قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي ياتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) فاصاخوا للنذير , خرجوا عن كل شئ طيبة بذلك نفوسهم , راضية قلوبهم , مستبشرين ببيعهم الذي بايعوا الله به ..
يعانق احدهم الموت وهو يهتف : ( ركضا الي الله بغير زاد ) ..
ويبذل احدهم المال كله قائلا : ( ابقيت لعيالي الله ورسوله ) .
ويخطر احدهم والسيف علي عنقه .
(ولست ابالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي)
كذلك كانوا : صدق جهاد , وعظيم تضحية , وكبير بذل , وكذلك نحاول ان نكون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:34 pm

رابعا :
ان ادرك طرائق العمل الاسلامي

- الاتجاه الروحي
- الاتجاه الثقافي
- الاتجاه الخيري
- الاتجاه السياسي
- التكامل في الحركة الاسلامية









ان ادرك طرائق العمل الاسلامي
ولماذا الحركة الاسلامية
ان انتمائي للحركة الاسلامية يفرض علي ان اعرف لماذا في الحركة الاسلامية ولست في غيرها ؟ ما الذي جعلني هنا , ولم يجعلني هناك او هنالك ؟ هل هي الصدفة ( والصدفة مرفوضة في منطق الشرع ) ام هي نتيجة البحث والاطلاع والتمحيص ؟.
ان علي ان اتعرف للي طرائق العمل الاسلامي الاخرى ليكون لنتمائي للحركة الاسلامية انتماء واعيا عاقلا وليس انتماء عشوائيا او هوائيا ؟
ان علي ان ادرك حين انتمي للحركة الاسلامية ان طرائق العمل الاسلامي الاخري ومنظماته المختلفة , لا تمثل الخط الاسلامي الاصيل .. وان واحدة منها لا تلتزم بمنهج الرسول صلي الله عليه وسلم اتزام كاملا وان كان بعضها يختلف عن بعض اختلافا كبيرا في نسبة الالتزام ومدى جزئيته او كليته ..
والحقيقة ان الذي ينظر الي اقطار العالم الاسلامي يرى عددا من الواجبات والهيئات الاسلامية ..
فهنالك هيئات ذات اتجاه (روحي) محض , تعني بالتربية الروحية وقد اسقطت من حسابها بالكلية الجوانب الاخري من الاهتمامات الاسلامية الفكرية والسياسية والجهادية والتنظيمية والتخطيطية الخ ..
مما جعلها بعيدة عن الواقع الحياة , جاهلة بما يجري حولها من احداث ومجريات , عاجزة عن فهم الظروف التي تعيشها فضلا عن التاثير فيها وتغييرها ؟
وهناك هيئات ذات اتجاه (ثقافي) نشات في الاصل كردة فعل عاطفية , او بفعل بالمثل لمنظمات ( مسيحية او يهودية ) كجمعيات الشبان المسلمين مثلا .. مما جعل هذة الهيئات ملتزمة بخطها التقليدي الذي انطلقت علي اساسه وقامت ابتداء بفعل ضغطه وتاثيره .. بل ان مثل هذا النوع من الواجهات الاسلامية كان يسئ للاسلام احيانا كثيرة بمسايرته لانظمة وعهود عرفت بعدائها الصارخ للاسلام واهله ؟ وهذا ما ياباه الشرع وتباه طبيعة االاسلام المتميزة ..
وهنالك جمعيات ذات اتجاه (خيري) نشات تحت ضغط الحاجة الي اعانة البائسين , وتامين العلاج للمرضي والمحرومين (كجمعيات مكارم الاخلاق واسعاف المحتاجين ودور الايتام وغيرها )هذة الجمعات وان كانت تقوم بجهود مشكورة في نطاق ما ندبت نفسها له – وهو واجب اسلامي – الا انها تبقي محدودة في اطار ما قامت من اجله , ولايمكن اعتبارها بحال ( الحركة التغييرية ) التي تستهدف اقامة المجتمع الاسلامي واستئناف الحياة الاسلامية ؟.
وهناك احزاب اسلامية ذات اتجاه (سياسي) صرف .. تتبني لونا من العمل لا تتخطاه او تتعداه , وهو المناورة باسم الاسلام , ورفع الشعارات الاسلامية ولكن من غير محتوى عقيدي تلتزم به كتنظيم وافراد .. وهذة الاحزاب لا تتورع احيانا عن مخالفة اصل من اصول الاسلام او الخروج عن مبدا من مبادئه بحجة (المرونة والانفتاح ) ودعوى تحقيق مصلحة المسلمين , كالاشتراك في الحكم في ظل انظمة وضعية كافرة , او طرح قضايا جانبية وافراغ الجهد فيها والانشغال بها عن القضايا الاساسية التي جاء بها الاسلام ؟
ان هذة الهيئات والواجبات والاحزاب الاسلامية وتلك لا تمارس العمل الاسلامي الاصيل المتكامل .. العمل الذي يمكن ان يحقق النقلة الكبيرة من الجاهلية الي الاسلام .. العمل الذي يمكن ان ينقذ العالم الاسلامي من تحكم الحضارة الغربية الفاجرة وحكم الكفر والطاغوت ..العمل الذي يستهدف تكوين الفرد المسلم , والبيت المسلم , والمجتمع المسلم , والدولة المسلمة التي تحكم بما انزل الله ..
ولذلك تبقي اعمال كل هذة الفئات مبتورة شوهاء فضلا عن ان بعضها قد يتسبب في اساءات بالغة للاسلام باسم الاسلام ؟ وجزئية هذة الفئات وقصور عملها قد يوحيان ان الاسلام كذلك , وتعالي الاسلام عن ذلك علوا كبيرا ؟ او قد يخففان من خطورة النظم الوضعية وينفسان من غلواء المسلمين عليها ويساعدانها علي الاستمرار والبقاء ؟
ان العمل الاسلامي الذي يقوم علي اساس (التغير الكلي) والاعداد من اجل التغير الكلي .. والذي يحمل الاسلام (جملة) ويسعى لتطبيقه جملة- وان عجز حينا وتعثر في بعض مراحل العمل احيانا – هو العمل السليم الذي يمثل الخط الاصيل , كائنا ما كانت اسماؤه ومسمياته الخارجية , لانه يلتقي علي وحدة فهم ووحدة اسلوب ووحدة طريق ووحدة غاية وان تناءت الاقطار وتباعدت الديار .
ولقد عبر الاما م الشهيد حسن البنا رضوان الله تعالي عليه عن مواصفات هذة الفئة من العاملين اوضح تعبير فقال : ( ايها الاخوان .. انتم لستم جمعية خيرية , ولا حزبا سياسيا , ولا هيئة موضعية , لاغراض محدودة المقاصد .. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الامة فيحييه بالقران , وصوت داو يعلو مرددا دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:36 pm

خامسا :
ان ادرك ابعاد انتمائي للحركة الاسلامية

- الانتماء العقيدي
- الانتماء المصيري











ان ادرك انتمائي للحركة الاسلامية
ان الانتماء للحركة الاسلامية لا يكون بتقديم طلب انتساب وتسجيل اسم فحسب .. ولا يكون بالتردد الي متنديات الحركة ومراكزها وحضور اجتماعاتها فقط .. انما ينبغي ان يكون لهذا الانتماء ابعاد تتجاوز الحدود الشكلية والاعتبارات المظهرية .. ابعاد تؤكد العمق العقيدي وقوة الارتباط الفكري والتنظيمي ..
الانتماء العقيدي :
واول الابعاد التي يجب لن ندركها في انتمائنا للحركة الاسلامية هو البعد العقيدي , ذلك ان الحركة ترفض ( الانتماء الشخصي ) المعهود في التكتلات الزعامية , والذي يعتبر جرثوم فنائها واندثارها ..
فالانتماء للحركة الاسلامية هو اولا انتماء لهذا الدين , وهو بتالي امتثال لامر الل وطمع في رحمته ورضاه .. وهذا ما يجعل الانتماء في مناى عن التاثير بموت الاشخاص او زوالهم او غيابهم عن مسرح الدعوة لسبب او لاخر لانه يجعل ارتباط الافراد بالله واجتماعهم عليه سبحانة وتعالي , وهذا في الواقع سر خلود هذة الدعوة وبقائها واستمرارها ( من كان يعبد محمدا فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ) ( ان الذين يبايعون انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث علي نفسه , ومن اوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) .
والحركة الاسلامية ترفض كذلك ( الانتماء العفوي او العاطفي ) لان الاسلام منهج حياة يقوم علي مفاهيم محددة عن الكون والانسان والحياة .. ولان العمل للاسلام يهدف الي تحقيق هذا المنهج في المجتمع , تحقيقه بوعي وعمق وموضوعية , ولذلك يكون الوعي العقائدي والحركي والالتزام العملي من الابعاد التي تشترط لهذا الانتماء .. بل ان الثبات علي الدعوة وعملها والبقاء في المسيرة الاسلامية وتحقيق الانتاج فسها يفرضان توفر الفهم الصحيح والوعي السليم لابعاد الانتماء , واكثر الذين يتساقطون علي الطريق , او يتركون المسيرة بسرعة هم ممن ساروا بعفوية واندفعوا بعاطفية – تحت ظرف من الظروف – ولم يدركوت ابعاد الطريق ؟.
والحركة الاسلامية ترفض –كذلك- الانتماء المصلحي أي الانتماء الذي يتوسل به الناس لتحقيق بعض اغراضهم ومصالحهم الشخصية , ويتذرعون به للوصول الي مارب خاصة مادية او اجتماعية ؟
ان الانتماء للحركة الاسلامية يعني : تجنيد طاقة الفرد لخدمة الجماعة .. يعني اخضاع مصالحة لمصلحة الاسلام وليس العكس .. وهذا ما يربط العمل بالنية , والانتماء اطار العمل فلابد وان يزكو ويصفوا ويطهر ( انما الاعمال بالنيات , وانما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته الي الله ورسوله فهجرته الي الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدينا يصيبها او امرة ينكحها فهجرته الي ما هاجر اليه ) .
الانتماء المصيري :
والبعد الاخر الذي ينبغي ان يتحقق في الانتماء للحركة الاسلامية هو البعد المصيري , أي ان يكون انتماء مصير .. بمعني ان يرتبط مصير المنتمي بمصير الجماعة كائنا ما كانت الظروف ..
فلا يكون انتماء مرحلة ينتي بانتهائها او انتماء ظرف ينتهي بزواله ؟
لا يكون انتماء في مرحلة الشباب ( والعزوبية ) وادبارا في مرحلة الرجولة ( والزواج )؟
لا يكون انتماء في حالة الفقر والعسر وهروبا في حالة الغنى واليسر ؟
لا يكون انتماء في الرخاء ونكوثا في البلاء ؟
انما يجب ان يكون الانتماء للحركة انتماء مؤبدا لا انفكاك فيه او نكوث عنه او هروب منه حتي يلقي المنتقي ربه وهو علي ذلك .. وهذا ما كان عليه اسلافنا الصالحون , بل هذا ما اكدته كثير من ايات الله البينات منها قوله تعالي ( ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين ) وقوله ( ومن الناس من يعبد الله علي حلرف فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين ) وقوله ( وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين * فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين ) .
ان دعوة الحق دعوة التزامات .. دعون ايمان وعمل .. دعوة جهاد ورباط ومصابرة .. دعوة تضحية وبذل وفداء .. ومن طبيعة دعوة الحق ان يتعرض اصحابها لتحديات اهل الباطل وتعدياتهم ولمكرهم وغدرهم ( ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم ) .
ان المنتمين للحركة الاسلامية يجب ان يكونوا نمطا اخر من الناس , في اخلاقهم ومعاملاتهم ومشاعرهم .. ان عليهم ان يعيشوا مبادئهم ولمبادئهم كائنا ما كانت الظروف والاحوال , بل ان عليهم ان يخرجوا من انانياتهم وذاتياتهم الي ذاتية الدعوة ومصلحتها .. هذة الصفات وسواها لا يمكن ان تشرق بها الشخصية ويتسم بها العامملون الا بعد تمحيص طويل عبر المكابدة والمعاناة ( فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) .
من هذة الزاوية تكون المحنة من الله يميز بها الخبيث من الطيب ويستخلص ويصطفي من هو اهل للاستخلاف في الارض ولحمل الامانة العظمى التي ابت السموات والارض والجبال ان يحملنها واشفقن منها , وصدق الله العظيم حيث يقول ( ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ) .
وحنة الدعاة نوعان اساسيان تتفرع عنهما صنوف المحن والفتن :
الاول : يتعرض فيه الدعاة لشتى الوان الاغراء والاغواء , كالمال والجاه والسلطان والمنصب – مقابل التنازل عن بعض مبادئهم او كلها – ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الماب * قل ؤنئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ) .
الثاني : ويتعرض فيه الدعاة لصنوف الارهاب والترهيب والوان الاضطهاد والتعذيب , يضربون ويسجنون او يقتلون او يحاربون في ارزاقهم , وواجبهم هنا الصبر والثبات حتي يقضي الله بامره ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل عظيم ) .
وهذا ما يجعل المحنة في الحياة الدعاة عنصرا من عناصر التمحيص , ووسيلة من وسائل الترقية والتنقية .. مثلها في ذلك مثل النار تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد .. وصدق اله تعالي حيث يقول ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) .
يقول الامام الشهيد في رسالة ( بين الامس واليوم ) تحت عنوان :
العقبات في طريقنا :
احب ان اصارحكم ان دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس , ويوم يعرفونها ويدركون مراميها واهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوةقاسية وستجدون امامكم كثيرا من المشقات وسيعترضكم كثير من العثبات .. في هذا الوقت وحده تكونون قد بداتم تسلكون سبيل اصحاب الدعوات .. اما الان فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد .. سيقف جهل الشعب بحقيقة الاسلام عقبة في طريقكم .. وستجدون من اهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للاسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله .. وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان .. وستقف في وجهكم كل الحكومات علي السواء , وستحاول كل حكومة ان تحد من نشاطكم وان تضع العراقيل في طريقكم ..
وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم واطفاء نور دعوتكم , وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والاخلاق والايدي الممتدة اليهم بالسؤال واليكم بالاساءة والعدوان ..
وسيثيرون جميعا حول دعوتكم غبار الشبهات وظلال الاتهامات , وسيحاولون ان يلصقوا بها كل نقيصة , وان يظهروها للناس في ابشع صورة معتمدين علي قوتهم وسلطانهم , ومعتدين باموالهم ونفوذهم : ( يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ) ..
وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان .. فتسجنون وتعتقلون وتنقلون وتشردون وتصادر مصالحكم وتعطل اعمالكم وتفتش بيوتكم .. وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان ( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ) ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثابة العاملين المحسنين ( يايها الذين امنوا هل ادلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب اليم .. فايدنا الذين امنوا علي عدوهم فاصبحوا ظاهرين ) فهل انتم مصرون علي ان تكونوا انصار الله ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:37 pm

سادسا :
ان اكون مدركا لمرتكزات العمل الاسلامي

- وضوح الغاية
- وضوح الطريق
- طبيعة تغييرية
- طبيعة كلية
- طبيعة عالمية
- طريق الرسول صلي الله عليه وسلم
- مكانة القوة في استراتيجية الحركة






ان اكون مدركا لمرتكزات العمل الاسلامي
ثمة ثلاثة مرتكزات لنجاح العمل الاسلامي يجب ان يدركها العاملون للاسلام وهي :
1- وضوح الغاية ..
2- وضوح الطريق ..
3- الالتزام بهما ..
اولا : وضوح الغاية
ان وضوح الغاية من العمل الاسلامي يوفر علي العاملين كثيرا من الجهود , وبالتالي يحفظ هذه الجهود من ان تستهلك وتضيع في قضايا هامشية ومعارك جانبية لا تتصل من قريب او بعيد بالغاية الاساسية التي يستهدفها ( العمل الاسلامي ) والتي ينبغي ان تفرد لها كل الطاقات والامكانيات ..
ومن خلال دراستنا للمنهج الاسلامي .. من خلال تدبرنا لكتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .. ومن خلال الممارسات التطبيقية العملية في شتى مراحل التاريخ الاسلامي يتاكد لنا ان المبرر الاساسي لرسالة الاسلام , والغاية الاصيلة لهذا الدين هي : تعبيد الناس لربهم افرادا ومجتمعات .. تعبيدهم له في المسجد اثناء الصلاة كما في السوق اثناء البيع والشراء .. تعبيدهم له في (الصوم) كما في (الحكم) .. وفي الدعاء كما في القضاء سواء بسواء ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) .
وبصراحة اكثر .. تعبيد الناس لله يعني ان يكون ولاؤهم له في كل شان من شؤون حياتهم .. ليس في شؤون الدين فحسب وانما في شؤون الدين والدنيا .. ذلك انه لا انفصال او انفصام في المفهوم الاسلامي بين شؤون الدين وشؤون الدنيا .. وهذا ما يفسر رفض الاسلام (للعلمنة) التي تقوم علي اساس فصل الدين عن الدولة , وان ما لقيصر لقيصر وما لله لله , وان الدين لله والوطن للجميع ؟
ان تعبيد الناس لله – في المفهوم الاسلامي – يعني بالتالي نقض كل المناهج البشرية التي من شانها تعبيد الناس للطاغوت .. نقض هذة المناهج لانها تمثل اولا : الاعتداء الصارخ علي حق الله في العبودية والحاكمية ( ان الحكم الا لله ) ولكونها ثانيا : فاشلة في ذاتها عاجزة في امكانياتها عن تحقيق انسانية الانسان في معركة تحقيق الذات ( افمن خلق كمن لا يخلق افلا تذكرون ) .
ثانيا : وضوح الطريق
ويجب ان ندرك كذلك ان العمل للاسلام , يعني العمل لتطبيق شرعة الله في الارض .. يعني احلال هذة الشريعة مكان شرائع الهوى والطاغوت .. ومنهج الله وشريعته فيها من ( الكفاية ) ما يغنيها ومن (الغني) ما يكفيها .. فيها من العقيدة جلالها , ومن الاخلاق جمالها , ومن التشريع سعته وعمقه ومرونته ..
وبذلك لا يكون التعايش مع الجاهلية – امدا وقدرا – الا في حدود ما تحتاج اليه عملية الانقلاب عليها من قوى وامكانيات .. لان الغاية هي تحقيق هذه النقلة .. وكل عمل لا يكون مساعدا علي تحقيقها , او مساهما في بلوغها , يكون تلهيا بما هو ادني عن الذي هو خير ( فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم ) .
اما فيما يتعلق بطريق العمل للاسلام .. وهو مدار الخلاف بين العاملين .. فيمكن تحديده في ضوء الغاية التي جاء الاسلام لتحقيقها .. ومن خلال المسلك النبوي الذي اعتمده رسول الله صلي الله عليه وسلم لتحقيق هذه الغاية .
فغاية المنهج الاسلامي تحدد طبيعة الطريق وابعاده , وترسم بالتالي المعالم الاساسية للخطة التي يجب ان تعتمدها الحركة الاسلامية في كل زمان ومكان ..
هذا يعني بالتالي , ان طريق العمل للاسلام يجب ان تخضع لقواعد واصول ثابتة تمليها الغاية الاساسية من العمل , وتؤكدها الترجمة العملية في سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم ..
ذلك انه اذا كانت غاية منهج من المناهج ( عملية ) فان طبيعة الطريق ستكون بالتالي علمية ثقافية متوافقة مع الغاية نفسها كذلك الحال اذا كانت الغاية تربوية او اقتصادية او عسكرية او رياضيا وخيرية فان طبيعة الطريق ستكون متجانسة مع الغاية نفسها ؟
فان كانت غاية المنهج الاسلامي- كما هو معلوم – هي تعبيد الناس لله في سلوكهم ومعاملاتهم , في انظمتهم , وتشريعاتهم , وفي كل مناحي حياتهم .. فان ذلك يعني احلال المنهج الاسلامي محل النظم الوضعية ..
يعني اتبدال وضع بوضع .. يعني نقض الاسس والمرتكزات التي يقوم عليها المجتمع ونقض الحضارة التي يتبناها ويعتمدها , ليتم بعد ذلك عملية البناء علي قواعد الاسلام ووفق اسسه ومرتكزاته ..
• طبيعة تغيرية :
ان ذلك يفرض ان تكون طبيعة العمل للاسلام – (تغيريية) وليست (ترميمية)؟؟
تغييرية , بمعنى انها تابى الترقيع والقبول بانصاف الحلول .. تابى الانسجام مع المناهج الجاهلية .. تابي التعايش مع المذاهب الوضعية , كل المذاهب الوضية .
• طبيعة كلية :
ثم ان ذلك يفرض ان تكون طبيعة العمل للاسلام (كلية) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وما تحمله من دلالات وما تطرحه من ابعاد .. ان تكون كلية في استيعابها لكل ما تتطلبه المواجهة من امكانيات , وما يحتاج اليه تحقيق ( الغاية الكبرى ) من وسائل وطاقات .
ان الوعي الفكري والسياسي والحركي .. وان التربية النفسية والحركية .. وان التنظيم والتخطيط .. وان الاعداد البشري والمادي – علي كل صعيد – من العناصر التي لابد منها مجتمعة , والتي لا غنى لبعضها عن الاخر . لتحقيق الكلية في العمل الاسلامي , وصولا الي الغاية المنشودة (حتي لا تكون فتة ويكون الدين كله لله).
• طبيعة عالمية :
• ومسالة اخري يجب ان تكون واضحةللعاملين , وهي ان العمل للاسلام يجب ان يصل الي مستوى العالمية وعيا وتخطيطا وتنظيما .. ولا يجوز بحال ان يبقى صحيات خافتة تعلو وتخفت هنا وهناك وهنالك ؟
فالاسلام في مضمونه الفكري ومحتواه العقائدي نظام عالمي , يتعدى الاطر الاقليمية والقومية والعرقية واللغوية .. نظام يملك من سعة الاصول التشريعية ومرونتها ما يجعله فريدا في قدرته علي استيعاب مشاكل الحياة علي كل مستى وفوق كل صعيد .
وعالمية الدعوة تبدو من خلال الانتشار الافقي للمجتمع الاسلامي والذي غطى اكثر من نصف المعمورة مع الحفاظ علي وحدة القيادة فوق هذة البلاد جميعها ..
ان عالمية العمل للاسلام حتمية بالضرورة فضلا عن كونها واجبا من حيث المبدا .. فنحن نعيش عصرا عالمي المشكلات , عالمي القوى والاتجاهات , عالمي الافكار والمذاهب , شؤون الناس وقضاياهم وسياساتهم متداخله متشابكة , كذلك اقطارهم ودولهم , بحيث يصعب العمل والتحرك من غير ملاحظة كل الجوانب والظروف والقوى , ظاهرها وباطنها , اماميتها وخلفياتها , محلياتها ودولياتها ..
ان دراسة اصغر قضية او مشكلة محلية قد تؤكد في النهاية وجود مسببات وخلفيات خارجية لها , كما قد تؤكد الاحتياج الي فعاليات واجراءات دولية لحلها ؟
حيال كل ذلك .. يفرض علي العاملين للاسلام – وهم طلائع الحركة الاسلامية العالمية الاصلية – ان يخرجوا من اطار التفكير والتخطيط والتنظيم الاقليمي , ليبعدوا بالطاقات الاسلامية عن دوامة التاكل والاستنزاف المحلي والجانبي .. ليواجهوا بها قضاياهم الكبرى الاساسية .. ليحققوا الغاية الاساسية من وجودهم ( لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ) .
ان مهمة الحركة الاسلامية ان تهيئ كل الطاقات والامكانات الكفيلة بازالة حكم الطاغوت , وليس مهمتها ان تتلمس الحلول لمشكلات المجتمعات الجاهلية التي تحكم بغير ما انزل الله ؟
ليس من مهمة العمل الاسلامي ان يلتمس حلول المشكلات التعليمية والاعلامية او الغذائية والكسائية , او السياسية والاقتصادية , او سواها من المشكلات التي خلفتها النظم الوضعية الفاسدة ؟ واذا كان لابد من التعرض لمثل هذة المشكلات من قريب او بعيد , فبقدر ما يؤدي الي ادانة النظم التي افرزتها , وبقدر ما يعري هذة النظم ويفضحها ويؤكد بطلانها وليس ابدا بما يساعد هذة النظم علي التسلط والاستمرار , او يهيئ لها فرص البقاء والنماء ؟
فاذا عرضت ( مشكلة الغلاء ) مثلا , كلن علي الحركة ان تبين انها ثمرة طبيعية لحاكمية النظم الراسمالية التي من شانها خلق الاجواء المناسبة لنشاة الاحتكار وسيطرة فئة من الناس علي ثروات البلاد وتسخيرها لمصالحها الذاتية , وان الاسلام هو المنهج الوحيد الذي يملك خلق مجتمع نظيف تتحق فيه العدالة وتصان فيه حقوق الانسان وحرماته , والويل فيه لمن يعتدي علي كرامة الانسان وحقوقه؟ لا ان تعمل الحركة علي مساعدة هذة النظم علي حل المشكلة , لانها بذلك تكون قد اعطيتها مبرر البقاء ؟
واذا عرضت نا ( قضية فلسطين ) مثلا .. كان علي الحركة الاسلامية ان تؤكد من خلالها علي فشل الانظمة الحاكمة الذريع .. فشلها في تعبئة الامة نفسيا وحسيا للجهاد في سبيل الله واسترداد الارض المغتصبة .. وعلي دوران هذه النظم في فلك المعسكرات الاستعمارية الشرقية والغربية .. كما كان عليها ان تؤكد بكل ثقة واعتزاز ان الاسلام هو المنهج الوحيد القادر علي اعداد الامة وتهيئتها لمواجهة كل التحديات , وتحقيق النصر في كل ميدان ..
ان قبضة الحركة الاسلامية ينبغي ان تكون موجهة دائما وباستمرار الي مقاتل النظم الوضعية الحاكمة .. الي مرتكزاتها الاساسية وقواعدها ومنطلقاتها ..
وحذار من خطوة تكون سببا في عيشها لا مسمارا في نعشها ؟؟
حذارا من خطوة تكون مبررا لبقائها لا عاملا في زوالها وفنائها ؟؟
طريق الرسول صلي الله عليه وسلم :
ثم لابد من وقفة استطلاعية لطريق الرسول صلي الله عليه وسلم لنعرف ونتبين مدى توافقها مع غاية المنهج الاسلامي وطبيعته ..
والحقيقة ان سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم – بكل سماتها وتفصيلاتها – تشكل اساسا لا مناص من ان تلتزم به مواكب العاملين للاسلام في كل زمان ومكان .. فهي تعرض للاسلوب الاسلم في العمل للاسلام , وتعرض لفن الدعوة والتعامل مع الناس , وبالتالي تبين كيفية مواجهة المجتمعات الجاهلية ونقضها ..
ويمكن تحديد معالم الطريق النبوية من خلال الخطوط الرئيسية التالية :
اولا : اعلان العبودية لله من اول يوم , من غير مصانعة او التواء ..
لتكن الغاية واضحة.. واضحة في اذهان الدعاة كما هي واضهة في اذهان المدعوين ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) .
وقد جاء هذا الاعلان في قوالب شتى كان الوحي يتنزل بها علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم وكلها ترتكز علي معنى واحد وهو تعبيد الناس لله في كل شان من شؤون حياتهم تعبيدهم له في (الالوهية) وتعبيدهم له في (الربوبية).
ولقد قاسى الرسول صلي الله عليه وسلم وصحبه شتي الوان الاذى والاضطهاد دون ان يحيدوا انملة او يترخصوا في حمل العقيدة وفي دعوة الناس اليها ( قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون * ولا انتم عابدون ما اعبد * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا انتم عابدون ما اعبد * لكم دينكم ولي دين ) فالحق احق ان يتبع مهما غلا الثمن وعزت التضحية ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
ثانيا : اقامة تجمع حركي , يرتبط عقائديا وايمانيا بالله , ويخضع تنظيميا وحركيا لقيادة واعية , ويسير علي هدى من الله ونور ..
تجمع حركيا لقيادة واعية , ويسير علي هدى من الله ونور ..
تجمع حركي لا يخبط عشواء , ولا تشغله الاحداث الجانبية والقضايا الهامشية عن مواصلة العمل والاعداد لتحقيق اهداف الاسلام الكبرى .تجمع حركي , يرتبط بالاسلام ارتباط مصير , يتجاوز كل الاعتبارات والتعليقات الشخصية والمادية والزمنية ..
تجمع شهدت ولادته دار ( الارقم بن ابي الارقم ) حيث تاصل الايمان في قلوب اصحابه , وخبرت جهاده وتضحياته ساحات المعارك في بدر والقادسية واليرموك .. وصفحات التاريخ زاخرة ببطولات هذا الجليل الذي تعهده محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم , والذي به فتح الله الدنيا امام دعوة الاسلام .. ( اولئك ابائي فجئني بمثلهم ) ..
ثالثا : مواجهة الجاهلية مواجهة كاملة ولكنها واعية .. فالرسول صلي الله عليه وسلم كان يدرك ان اهداف الاسلام تحتاج الي تغيير كلي في حياة الناس .. في افكارهم ومعتقداتهم .. في سلوكهم وتقاليدهم .. في نظمهم وتشريعاتهم .. وان هذه المواجهة بالتالي تحتاج الي اعداد ( الطليعة المؤمنة ) بما يتناسب وثقل الامانة وضراوة التحدي وضخامة الاهداف . ولذلك .. كان الاعداد كليا .. بالعبادة والتربية كما بالفكر والثقافة .. وبالتنظيم والتخطيط كما بالتدريب والتمرس علي الجهاد النفسي والحسي .. كل جانب من هذه الجوانب بحسب اهميته وحجم الحاجة اليه وفي مكانه من مراحل العمل كما وكيفا ووقتا ..
مكان القوة الحسية في استراتيجية الحركة :
وهنا لابد من الاشارة الي مكان ( القوة الحسية ) في استراتيجية العمل الاسلامي حتي لا يذهبن الشطط باحد فيظن انها كل شئ او انها لا شئ ؟
ولقد بين الامام البنا رحمة الله مكان القوة في استراتيجية الحركة الاسلامية فقال :
يتساءل كثير من الناس : هل في عزم ( الحركة الاسلامية ) ان تستخدم القوة في تحقيق اغراضها ؟ وهل تفكر في اعداد ثورة عامة علي النظم السياسية او النظم الاجتماعية ؟ ولا اريد ان ادع هؤلاء المتسائلين في حيرة , بل اني انتهز هذه الفرصة فاكتشف اللثام عن الجواب السافر لهذا التساؤل في وضوح وجلاء فليسمع من يشاء ..
اما القوة فشار الاسلام في كل نظمه وتشريعاته , فالقران الكريم ينادي في وضوح وجلاء ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخليل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) والنبي صلي الله عليه وسلم يقول < المؤمن القوي خير واحب الي الله من المؤمن الضعيف > بل ان القوة شعار الاسلام حتي في الدعاء , وهو مظهر الخشوع والمسكنة , واسمع ما كان يدعو به النبي صلي الله عليه وسلم في خاصة نفسه ويعلمه اصحابه ويناجي به ربه " الهم اني اعوذ بك من الهم والحزن , واعوذ بك من العجز والكسل , واعوذ بك من الجبن والبخل , واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .
فماذا تريد من انسان يتبع هذا الدين الا ان يكون قويا في كل شئ شعاره القوة في كل شئ ؟ فالاخوان المسلمون لابد ان يكونوا اقوياء , ولابد ان يعملوا في قوة ..
ولكن الحركة الاسلامية اعمق فكرا وابعد نظرا من ان تستهويها سطحية الاعمال والفكر فلا تغوص الي اعماقها , ولا تزن نتائجها وما يقصد منها وما يراد بها .. فهي تعلم ان اول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والايمان .. ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط .. ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح .. ولا يصح ان توصف جماعة بالقوة حتي تتوفر لها هذة المعاني جميعا , وانها اذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مفككة الاوصال مضطربة النظام او ضعيفة العقيدة خامدة الايمان , فسيكون مصيرها الفناء والهلاك .
هذة نظة , ونظرة اخرى , هل اوصى الاسلام – والقوة شعاره – باستخدام القوة في كل الظروف والاحوال ؟ ام حدد لذلك حدودا واشترط شوطا ووجه القوة توجيها محدودا ونظرة ثالثة : هل تكون القوة اول علاج ام ان اخر الدواء الكي ؟ وهل من الواجب ان يوازن الانسان بين نتائج استخدام القوة النافعة ونتائجها الضارة , وما يحيط بهذا الاستخدام من ظروف ؟ ام ان واجبه ان يستخدم القوة وليكن بعد ذلك ما يكون ؟ هذة نظرات تلقيها الحركة الاسلامية علي اسلوب استخدام القوة قبل ان تقدم عليها .. والثورة اعنف مظاهر القوة , فنظر الحركة , الاسلامية ايها ادق واعمق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: اركان البيعة   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:39 pm

اركان البيعة :
ان الانتماء للحركة الاسلامية هو في الحقيقة انتماء فعلي للاسلام .. وبداية عهد جديد مع الله .. ومبايعة علي العمل والجهاد في سبيل الله .. ولقد اجمل ( الامام الشهيد ) اركان البيعة فقال :
اركان بيعتنا عشرة فاحفظوها :
( الفهم , الاخلاص , العمل , الجهاد , التضحية , الطاعة , الثبات , التجرد , الاخوة والثقة ) .
وقد فسر الامام الشهيد كل ركن من هذة الاركان فقال :
1- الفهم :
ان توقن بان فكرتنا " اسلامية صميمة " وان تفهم الاسلام كما نفهمه في حدود هذه الاصول العشرين الموجزة كل الايجاز ( ولخصها بما يلي ) :
1- ان الاسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا .
2- وان القران والسنة مرجع كل مسلم في التعرف الي احكام الاسلام .
3- وان للايمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفها الله في قلب من يشاء من عباده , وان الكشف والرؤى زالالهام والخواطر ليست من ادلة الاحكام الشرعية ولا تعتبر الا بشرط عدم اصطدامها باحكام الدين ونصوصه .
4- وان التمائم والرقي والودع والرمل والمعرفة والكهانة وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته ( الا ما كان اية من قران او رقية ماثورة ) .
5- وان راي الامام ونائبه فيما لا نص فيه وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمول به مالم يصطدم بقاعدة شرعية .
6- وان كل واحد يؤخذ من كلامه ويترك الا المعصوم صلي الله عليه وسلم .
7- وان علي كل مسلم لم يبلغ درجة النظر في ادلة الاحكام الشرعية ان يتبع اماما من ائمة الدين .
8- وان الخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين .
9- وان كل مسالة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكليف الذي نهينا عنه شرعا .
10- وان معرفة الله تبارك وتعاي وتوحيده وتنزيهه اسمى عقائد الاسلام .. وان ايات الصفات واحاديثها الصحيحة نؤمن بها كما جاءت من غير تاويل ولا تعطيل .
11- وان كل بدعة في دين الله لا اصل لها بدعة تجب محاربتها بافضل الوسائل .
12- وان البدعة الاضافة والتركية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رايه ولا باس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .
13- وان محبة الصالحين واحترامهم والثناء ليهم بما عرف من طيب اعمالهم قربة الي اله تبارك وتعالى .
14- وان زيارة القبور ايا كانت سنة مشروعة بالكيفية الماثورة .
15- وان الدعاء اذا قرن بالتوسل الي الله باحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .
16- وان العرف الخاطئ لا يغير قائق الالفاظ الشرعية .
17- وان العقيدة اساس العمل وعمل القلب اهم من عمل الجارحة وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعا وان اختلف مرتبتا الطلب .
18- وان الاسلام يحرر العقل ويحث علي النظر في الكون ويرفع قدر العلم والعلماء ويرحب بالصالح النافع في كل شئ .
19- وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الاخر , ولكنهما لن يختلفا في القطعي , فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابته , ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي , فان كانا ظنيين فالنظر الشرعي اولي بالاتباع حتي يثبت العقلي او ينهار .
20- لا تكفر مسلما اقر باشهادتين وعمل بمقتضاهما وادى الفرائض – براي او معصية – الا ان اقر بكلمة الكفر او عمل عملا لا يحتمل تاويلا غير الكفر ..
2- الاخلاص :
ان يقصد الاخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله من غير نظر الي مغنم او مظهر او جاه او لقب وبذلك تكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة .
3- العمل :
واريد به اصلاح النفس وتكوين البيت المسلم , وارشاد المجتمع , وتحرير الوطن , واصلاح الحكومة حتي تكون اسلامية بحق , واعادة الكيان الدولي للامة الاسلامية , واستاذية العالم بنشر دعوة الاسلام في ربوعه حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ..
4- الجهاد :
واريد به الفريضة الماضية الي يوم القيامة والمقصود بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم < من مات ولم يغز ولم ينو الغزو مات ميتة جاهلية > .
5- التضحية :
واريد بها بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شئ في سبيل الغاية .
6- الطاعة :
واريد بها امتثال الامر وانفاذ في العسر واليسر والمنشط والمكره ..
7- الثبات :
واريد به ان يظل الاخ عاملا مجاهدا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والاعوام حتي يلقى الله علي ذلك وقد فاز باحدى الحسنيين الغاية اة الشهادة .
8- التجرد :
واريد به ان تخلص لفكرتك دونما سواها من المبادئ والاشخاص لانها اسمى الفكر واجمعها واعلاها ( صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ) .
9- الاخوة :
واريد بها ان ترتبط القلوب والارواح برباط العقيدة , والعقيدة اوثق الروابط واغلاها .
والاخوة احدى المقومات التي يعتمد عليها الاسلام في تمكين بنية المجتمع الاسلامي واحكام الربط بين ابنائه .
= والحركة الاسلامية احوج ما تكون الي تعميق هذة الاصرة كيما تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا , او كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر .
وكيما تؤدي (الاخوة) دورها المطلوب في كيان الجماعة , بين الاسلام حقوقها وواجباتها العملية الحسية تاكيدا علي انها تكاليف واعباء وليس كلاما ونظريات ؟
1- الاخوة تعين علي طاعة اله , مصداقا لقوله الرسول صلي الله عليه وسلم : < من اراد الله به خيرا رزقه خليلا صالحا , ان نسى ذكره , وان ذكر اعانه > والي ذلك يشير عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله < عليك باخوان الصدق , فعش في اكنافهم , فانهم زينة في الرخاء , وعدة في البلاء ) .
2- الاخوة تكافل نفسي , واحساس بحاجات الاخ والسعي لقضائها , مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم < لان يمشي احدكم مع اخيه في قضاء حاجته – واشار باصبعه – افضل من ان يعتكف في مسجدي هذا شهرين > رواه الحاكم وقال صحيح الاسناد .
3- الاخوة تكافل مادي , لقول الرسول صلي الله عليه وسلم < من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة , ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة , والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه < رواه مسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
4- الاخوة تكاليف اجتماعية تتناول ابسط الواجبات واهمها يقول الرسول صلي الله عليه وسلم < حق المسلم علي المسلم ست : اذا لقيته فسلم عليه , واذا دعاك فاجبه ,’ واذا استنصحك فانصح له , واذا عطس فحمد الله فشمته , واذا مرض فعده , واذا مات فشيعة > رواه مسلم
5- الاخوة انس ومحبة وتكاتف , يقول الرسول صلي الله عليه وسلم < لا تقاطعوا ولا تدابروا , ولا تباغضوا , ولا تحاسدوا , وكونوا عباد الله اخوانا , ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث > رواه مالك والبخاري وابو داود والترمذي == والنسائي , ويقول صلي الله عليه وسلم :< لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق > رواه مسلم , ويقول < كل معروف صدقة , وان من المعلروف ان تلقى اخاك بوجه طلق , وان تفرغ من دلوك في انا اخيك > رواه الترمذي ويقول صلي الله عليه وسلم < تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء > متفق عليه .
6- الاخوة غيرة ووفاء يقول الرسول صلي الله عليه وسلم < من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة > رواه الترمذي , ويقول < دعوة الاخ لاخيه بظهر الغيب مستجابة , عند راسه ملك موكل , كلما دعا لاخيه بخير , قال الملك الموكل به , امين ولك بمثل > مسلم .
10- الثقة :
واريد بها اطوئنان الجندي الي القائد وكفاءته , واخلاصه , اطمئنانا عميقا ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: واجبات الاخ المسلم   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:41 pm

واجبات الاخ المسلم :
وفي واجبات الاخ المسلم ( المنتمي للحركة الاسلامية ) حدد الامام الشهيد في رسالة التعاليم بضعا وثلاثين واجبا اجمل بها واجبات كل اخ مسلم نحو نفسه وبيته ومجتمعه فقال :
ايها الاخ الصادق : ان ايمانك بهذه البيعة يوجب عليك اداء هذه الواجبات حتي تكون لبنة قوية في البناء :
1- ان يكون لك (ورد) يومي من كتاب الله لا يقل عن جزء واجتهد الا تختم في اكثر من شهر ولا في اقل من ثلاثة ايام ..
2- ان تحسن تلاوة القران والاستماع اليه والتدبرفي معانيه , وان تدرس السيرة المطهرة وتاريخ السلف بقدر نا يتسع له وقتك واقل ما يكفي في ذلك كتاب ( حماة الاسلام ) وان تكثر من القراءة في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم , وان تحفظ اربعين حديثا علي الاقل ولتكن الاربعين (النووية) وان تدرس رسالة في اصول العقائد ورسالة في فروع الفقه ..
3- ان تبادر بالكشف الصحي العام , وان تاخذ في علاج ما يكون فيك من امراض , وتهتم باسباب القوة والوقاية الجسمانية وتبتعد عن اسباب الضعف .
4- ان تبتعد عن الاسراف في قهوة البن والشاي ونحوها من المشروبات المنبهة فلا تشربها الا لضرورة , وان تمتنع بتاتا عن الدخان ..
5- ان تعني بالنظافه في كل شئ , في المسكن والملبس والمطعم والبدن , ومحل العمل , فقد بني الدين علي النظافة ..
6- ان تكون صادق الكلمة فلا تكذب ابدا ..
7- ان تكون وفيا بالعهد والكلمة والوعد فلا تخلف مهما كانت الظروف ..
8- ان تكون شجاعا عظيم الاحتمال , وافضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر , والاعتراف بالخطا , والانصاف من النفس وملكها عند الغضب ..
9- ان تكون وقورا , تؤثر الجد دائما , ولا يمنعك الوقار من المزاح الصادق والضحك في تبسم ..
10- ان تكون شديد الحياء , دقيق الشعور , عظيم التاثير بالحسن والقبح , تسر للاول وتتالم للثاني , وان تكون متواضعا في غير ذل ولا خنوع ولا ملق , وان تطلب اقل من مرتبتك لتصل اليها ..
11- ان تكون عادلا صحيح الحكم في جميع الاحوال , لا ينسيك الغضب الحسنات , ولا تغضي عين الرضا عن السيئات , ولا تحملك الخصومة علي نسيان الجميل , وتقول الحق ولو كان علي نفسك , او علي اقرب الناس اليك ولو كان مرا ..
12- ان تكون عظيم النشاط , مدربا علي الخدمات العامة , تشعر بالسعادة والسرور اذا استطعت ان تقدم خدمة لغيرك من الناس , فتعود المريض وتساعد المحتاج وتحمل الضعيف وتواسي المنكوب ولو بالكمة الطيبة ويبادر دائما الي الخيرات .ز
13- ان تكون رحيم القلب كريما سمحا , تعفو وتصفح زتلين وتحلم وترفق بالانسان والحيوان , جميل المعاملة , حسن السلوك مع الناس جميعا , محافظا علي الاداب الاسلامية الاجتماعية فترحم الصغير وتوقر الكبير وتفسح في المجلس ولا تتجسس ولا تغتاب ولا صخب , وتستاذن في الدخول والانصراف الخ ..
14- ان تجيد القراءة والكتابة , وان تكثر من المطالعة في رسائل الاخوان وجرائدهم ومجلاتهم ونحوها , وان تكون لنفسك مكتبة خاصة مهما كانت صغيرة , وان تتبحر في علمك وفنك ان كنت من اهل الاختصاص , وان تلم بالشؤون الاسلامية الاسلامية العامة الماما يمكنك من تصورها والحكم عليها حكما يتفق مع مقتضيات الفكرة ..
15- ان تزاول عملا اقتصاديا مهما كنت غنينا , وان تقديم علي العمل الحر مهما كان ضئيلا , وان تزج بنفسك فيه مهما كانت مواهبك العلمية ..
16- الا تحرص علي الوظيفة الحكومية , وان تعتبرها اضيق ابواب الرزق ولا ترفضها اذا اتيحت لك , ولا تتخل عنها الا ان تعارضت تعارضا تاما مع واجبات الدعوة ..
17- ان تحرص كل علي اداء مهمتك من حيث الاجادة والاتقان وعدم الغش وضبط الموعد ..
18- ان تكون حسن التقاضي لحقك , وان تؤدي حقوق الناس كاملة غير منقوصة بدون طلب ولا تماطل ابدا ..
19- ان تبتعد عن الميسر بكل انواعه مهما كان المقصد من ورائها وتتجنب وسائل الكسب الحرام مهما كان وراءها من ربح عاجل ..
20- ان تبتعد عن الربا في جميع المعاملات وان تتطهر منه تماما
21- ان تخدم الثروة الاسلامية العامة بتشجيع المصنوعات والمنشات الاقتصادية الاسلامية , وان تحرص علي القرش فلا يقع في يد غير اسلامية مهما كانت الاحوال , ولا لبس ولا تاكل من صنع وطنك الاسلامي ..
22- ان تشترك في الدعوة بجزء من مالك , وان تؤدي الزكاة الواجبة فيه , وان تجعل منه حقا معاوما للسائل والمحروم مهما كان دخلك ضئيلا ..
23- ان تدخر للطوارئ جزءا من دخلك مهما قل والا تتورط في الكماليات ابدا .
24- ان تعمل ما استطعت علي احياء العادات الاسلامية , واماتة العادات الاعجمية في كل مظاهر الحياة ومن ذلك التحية واللغة والتاريخ والزي والاثاث ومواعيد العمل والراحة والطعام والشراب والقدوم والانصراف والحزن والسور الخ .. وان تتحري السنة المطهرة في كل ذلك .
25- ان تقاطع المحاكم الاهلية (المدنية) وكل قضاء غير اسلامي والاندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الاسلامية مقاطعة تامة ..
26- ان تديم مراقبة اله بارك وتعالي وتذكر الاخرة وتستعد لها , وتقطع مراحل السلوك أي رضوان الله بهمة وعزيمة , وتتقرب اليه سبحانه بنوافل العبادة ومن ذلك : صلاة الليل , وصيام ثلاثة ايام من كل شهر علي الاقل , والاكثار من الذكر القلبي واللساني , وتحري الدعاة الماثور علي كل الاحوال ..
27- ان تحسن الطهارة , وان تظل علي وضوء في غالب الاحيان ..
28- ان تحسن الصلاة وتواظب علي ادائها في اوقاتها وتحرص علي الجماعة والمسجد ما امكن ذلك ..
29- ان تصوم رمضان , وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا , وتعمل علي ذلك ان لم تكن مستطيعا الان ذلك ..
30- ان تستصحب دائما نية الجهاد وحب الشهادة وان تستعد لذلك ما وسعك الاستعداد ..
31- ان تجدد التوبة والاستغفار دائما , وان تتحرر من صغائر الاثام فضلا عن كبائرها وان تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبه فيها علي ما عملت من خير او شر , وان تحرص علي الوقت فهو الحياة , فلا تصرف جزءا منه في غير فائدة , وان تتورع عن الشبهات حتي لا تقع في الحرام .
32- ان تجاهد نفسك جهادا عنيفا حتي يسلس قيادها لك , وان تغض طرفك وتضبط عاطفتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك وتسمو بها دائما الي الحلال الطيب وتحول بينها وبين الحرام من ذلك ايا كان ..
33- ان تتجنب الخمر والمسكر والمفتر وكل ما هو من القبيل كل الاجتناب ..
34- ان تبتعد عن اقران السوء واصدقاء الفساد واماكن المعصية والاثم ..
35- ان تحارب اماكن اللهو فضلا عن الا تقربها , وان تبتعد عن مظاهر الترف والرخاوة جميعا ..
36- ان تعرف اعضاء كتيبتك فردا فردا , معرفة تامة , وتعرفهم بفسك معرفة تامة كذلك , وتؤدي حقوق اخوتهم كاملة من الحب والتقدير والمساعدة والايثار , وان تحضر اجتماعاتهم فلا تتخلف عنها الا بعذر قاهر وتؤثرهم بمعاملتك دائما ..
37- ان تخلى عن صلتك باية هيئة او جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك وبخاصة اذا امرت بذلك ..
38- ان تعمل علي نشر دعوتك في كل مكان وان تحيط القيادة علما بكل ظروفك , ولا تقدم علي عمل يؤثر فيها تاثيرا جوهريا , الا باذن , وان تكون دائم الاتصال الروحي بها , وان عتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تنتظر الامر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام   القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 1:42 pm

ورد الرابطة

يتلو الاخ في تدبر كاملة هاتين الايتين الكريمتين :
( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شئ قدير * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ) .
ثم يستحضر الاخ صور من يعرف من اخوانه في ذهنه , يستشعر الصلة الروحية بينة وبين من لم عرفه منهم ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء :
) اللهم انك تعلم ان هذة القلوب قد اجتمعت علي محبتك , والتقت علي طاعتك , وتوحدت علي دعوتك , وتعاهدت علي نصرة شريعتك , فوثق اللهم رابطتها , وادم دها , واهداها سلبها , واملاها بنورك الذي لا يخبو , واشرح صدورها بفيض الايمان بك , وجميل التوكل عليك , واحيها بمعرفتك , وامتها علي الشهادة في سبيلك , انك نعم المولي ونعم النصير , اللهم امين وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القسم الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المسجد العمري :: المنتدي الترفيهي :: المنتدي التربوي-
انتقل الى: