المسجد العمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شباب المسجد العمري بمدينة جباليا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاستجابة لتوقعات الناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

الاستجابة لتوقعات الناس Empty
مُساهمةموضوع: الاستجابة لتوقعات الناس   الاستجابة لتوقعات الناس Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 2:11 pm

الاستجابة لتوقعات الناس

سكن كثير من الناس في زماننا هذا المدن، وصار كثير من السكان في العالم من سكان المدن، وذاقوا طعم الرفاهية، وصارت الحياة أميل إلى الدعة، وأميل إلى الرخاء.. وهذا يدفع بالناس دفعًا إلى أن يتوقعوا من بعضهم المزيد من المشاعر الدافئة، والمزيد من النعومة في التعامل، والمزيد من إدراك حاجاتهم قبل أن يتحدثوا عنها.
يقول لك الناس: هذا إنسان متعلم، ومتحضر، ومتمدن.. والمفروض أنه فهم ماذا أريد، وساعدني عليه قبل أن أتحدث.
هذا إنسان متحضر: معناها أن يكون تعامله أرق من التعامل الذي رأيته منه.
وكلما سكن الناس المدن، وكلما درجوا في مدارج الحضارة يتوقع بعضهم من بعض المزيد من دفء المشاعر، والمزيد من النعومة في التعامل، فمن أدب الزمان ومن أدب الوقت أن نستجيب لهذا التوقع.
نحن نتوقع من الناس أن يعاملونا برفق وبكرم وبحساسية وبشفافية عالية.. كذلك الناس يتوقعون منا هذا، فكما نحب من الناس أن يستجيبوا لتوقعاتنا ينبغي علينا نحن أن نستجيب لتوقعاتهم أيضًا.
وتوجد أشياء جميلة صغيرة ووقعها رائع، وعلينا ألا نغفل عنها: فعندما يعطس شخص جالس إلى جانبك تشمته، وتمد يدك إلى علبة مناديل قريبة منك، وتعطيه منديلاً.. هذا الشيء لا يكلفك شيئًا، لكنه يترك في نفسه أجمل انطباع، وهو أنك إنسان يقظ، إنسان منتبه، ومهتم، إنسان تعرف معنى التواصل العميق، ومعنى التواصل الشفاف مع الآخرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

الاستجابة لتوقعات الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستجابة لتوقعات الناس   الاستجابة لتوقعات الناس Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 2:12 pm

النعومة في التربية

نحن الآن مطالبون بالمزيد من النعومة في التربية، وقضية الخشونة في الأوامر والنواهي عن طريق تربية الأطفال، كأن نثبت أننا رجال وأننا أقوياء وأن كلمتنا كما يقولون لا تقع على الأرض ولا يستطيع أحد أن ينظر في وجوهنا ولا ولا ولا...
هذا أمر قد انتهى الآن، فإذا جاءك الطفل بكأس ماء، عليك أن تقول له: شكرًا. وإذا أردت منه شيئًا عليك أن تقول له: هل من الممكن.. هذه هي روح العصر، وهذا ليس شيئًا خاطئًا.
إذا أردنا نحن للأطفال أن يحترمونا فعلينا أن نعاملهم باحترام،
وإذا أردنا للطفل أن يكون صاحب كرامة وصاحب عزة نفس فعلينا أن نعامله باحترام، وليس بقسوة أو بإهانة كما يفعل بعض الناس.
ويتوقع الناس المزيد من النعومة في طريقة النصح، وفي طريقة إبداء الملاحظات. وفارق كبير بين أن تقول لرجل: "هذا العمل الذي عملته عمل خاطئ، ولا يصح، ولا ينبغي، ومثلك لا يفعل هذا، وما كنت أظن أنك تفعل..".
هذا المضمون نفسه نستطيع أن نؤديه بطريقة أنعم، فمن الممكن أن نقول له: "رأيتك تفعل كذا وكذا، وأظن أن هذا الأمر غير ملائم أو غير صحيح، هذا رأيي، وما أدري ما هو رأيك فربما أنت عندك رأي آخر".
أو تقول لبعض الناس: "كنت أشعر أن هذا العمل غير مناسب أو غير ملائم".. يمكن أن نسوق المضمون الواحد بأسلوب خشن، ويمكن أن نسوقه بأسلوب لطيف؛ لذلك
قالوا: ليس المهم ما قيل، ولكن كيف قيل
. فنحن الآن في حضارة تدمج بين الشكل والمضمون، وأي شيء لا يقبل بناء على مضمونه فقط، فالشكل شيء مهم جدًا؛ ولذلك علينا أن نراعي هذا.
نحن مطالبون أيضًا بالمزيد من النعومة في طلب الحق،
وعندما يكون لنا حق لدى شخص يجب أن نطلبه بنعومة أيضًا.
اتصلت ذات مرة بأحد الأصدقاء، فإذا به قد وضع تسجيلاً مميزًا على هاتفه، ونحن تعودنا أن نضع رسالة تقول: "شكراً لاتصالك.. أذكر اسمك ورقم هاتفك".. فاجأني هذا الصديق مفاجأة سارة حين هاتفته وإذا بالمسجل يقول: "شكراً لاتصالك، أرجو أن تذكر اسمك، ورقم هاتفك، وحاجتي إليك." لم يقل: وحاجتك إلي، بل: وحاجتي إليك. إن هذا شيء جميل شيء رائع وسررت مدة طويلة بهذا الكلام، وإلى الآن عندما أتذكره أنظر إلى ذلك الأخ بإكبار وإعجاب.
وحقًا ليس كل من يتصل بك هو محتاج إليك كما تظن، بعضهم يتصل بك متفضلاً؛ لأنه يسأل عنك وأنت لا تسأل عنه، وآخر يتصل بك حتى يهنئك بخير أصابك، وآخر يتصل بك حتى يعرض عليك مساعدة..
إذًا ليس من اللائق أن نقول: اذكر حاجتك باستمرار.. وليس من اللائق أن نشعر أي متصل أننا نحن المستغنون وأنه المحتاج.
كم هي جميلة هذه الرقة والدقة والسمو في اختيار الألفاظ، الألفاظ الجميلة التي تنقل أيضًا مضامين جميلة إلى الناس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

الاستجابة لتوقعات الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستجابة لتوقعات الناس   الاستجابة لتوقعات الناس Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 2:14 pm

مقاومة التبسيط

عصرنا هذا عصر شديد التعقيد، ويتدخل في الأمر الواحد، وفي تقرير القضية الواحدة عدد كبير من العناصر، يقول لك أحدهم: "أريد أن أدرس الطب؛ لأن قريبنا الطبيب يكسب في كل يوم ألفًا أو ألفي ريال؛ ولذلك سأكون طبيباً لأكسب مثله".
ليس كل من أخذ شهادة في الطب يكسب دخلاً مرتفعاً ومميزًا.. إن هذا تفسير سطحي للظاهرة.. هناك أطباء في بعض الدول لا يأتيهم من المرضى في اليوم ما يسدد قيمة أجرة العيادة؛ وبعض الأطباء يعمل في غير مهنته، كما أن هناك بعض المهندسين، وبعض الجامعيين يعملون في مهن أخرى.
فليس عنوان النجاح أن تكون طبيبًا، بل حتى المهارة الطبية ليست هي العنصر الوحيد في النجاح، فهناك عناصر أخرى، واعتبارات غير موضوعية أحيانًا، أو اعتبارات شكلية. تسهم في نجاح إنسان دون نجاحه. فأخلاق الطبيب، ومكان العيادة وتجهيزاتها، وحسن استقباله.. والشهادة التي يحملها، والتخصص الذي أتقنه، والبلد الذي درس فيه، وسمعة العائلة التي ينتمي إليها الطبيب.. كل هذا يؤثر في النجاح.. وهذه الأمور كلها تنعكس، وفورًا تكون صورة ذهنية وانطباع ذهني عن الطبيب، وعن عمله، ولو كان هو في حد ذاته ماهراً.
إن هذا كله يعني أن اتخاذ أي قرار في أي اتجاه، لا يصح أن يعتمد على حيثية واحدة، أو أن يعتمد على اعتبار واحد
.
وهذا يعني أمرًا مهمًا بالنسبة إلينا،
وهو أن نقاوم التبسيط،
وأكثرنا يميل من حيث لا يشعر في أحكامه وتحليلاته، ورؤاه.. إلى التبسيط، كأن نفسر التاريخ، أو الواقع، أو نخطط للمستقبل، أو نحلل الأحداث.. وأشياء كثيرة جدًا، كلها نحيلها إلى عامل واحد، أو إلى عاملين، وهذا هو التفكير التبسيطي، أو التفكير المبسط، أو التفسير السطحي للأشياء الذي يقتصر على عدد قليل من العناصر، مع أن زماننا هذا هو زمان في غاية التعقيد؛ وهو شأن التقدم الحضاري، ففي حالات التخلف والركود تميل الأشياء إلى التأثر بعناصر قليلة، أما في حالات التقدم الحضاري، والتقدم العمراني فتزيد العناصر التي تكون الظواهر التي تؤثر فيها.
إذًا: يميل كل شيء في زماننا إلى التعقيد، وهذا يملي علينا أن نتحلى بأدب التفكير المعقد، والحلول المعقدة أيضًا، وعندما نريد أن نصل إلى حل من الحلول لمعالجة قضية من القضايا..
علينا في هذه الحالة أن نسعى إلى ما يمكن أن نسميها بالحلول المركبة، ولا ينفع أن نستخدم حلاً واحدًا في معالجة قضية من القضايا، بل يجب أن نعتمد أكثر من حل، وكل حل يحل لنا جزءًا من المشكلة، وحينما تجتمع تلك الحلول تحل المشكلة: إما على وجه كامل، أو على وجه شبه كامل، أو على وجه مقبول، أو نصف مقبول، ولا نستطيع أن نسيطر على كل الظواهر أو كل أسباب العلاج، فدائمًا هناك أشياء وعناصر هي خارج السيطرة.
مثلاً: شخص لديه ابن منحرف سلوكيًا.. كان يظن الناس قديمًا أن أسهل طريقة لمعالجة الانحراف السلوكي أن تنهره، أو توبخه، أو تضربه، أو تحره من شيء.. هذا كان في الماضي وربما يكون مقبولاً؛ لأن البيئة هكذا كانت، وكان المربون ينسجون على هذا المنوال جميعًا، لن الموضوع اختلف الآن، لا بد حينما يحدث انحراف معين من أن ندقق في توصيف ذلك الانحراف، ونفهم تمامًا ما هو الانحراف المقصود الذي يجب أن نشكو منه، وعلينا أن نبحث في أسباب ذلك الانحراف، وبعد ذلك نفاتحه في الموضوع، ونرى لماذا هو يفعل ذلك، وما وجهة نظره الشخصية بالنسبة إلى هذا، فربما نفسر الانحراف بأسباب هو لا يعتبر بها أو لا يراها.. وعلينا أن نساعد الطفل أو الشاب أو الفتى، وأن نبحث له عن أصدقاء جدد، وأن نبعد عنه بطريقة ما الأشخاص الذين سببوا له الوقوع في الانحراف، وأن نطلب مساعدة من بعض معلميه، أو أقربائه إذا كنا وجدنا أنفسنا عاجزين عن القيام بهذا الحمل، أو كانت جهودنا غير كافية لتصحيح الانحراف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو حسين
عضو فعال
عضو فعال
أبو حسين


ذكر عدد الرسائل : 73
البلد : جباليا
المسجد : العمري
تاريخ التسجيل : 16/12/2007

الاستجابة لتوقعات الناس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستجابة لتوقعات الناس   الاستجابة لتوقعات الناس Emptyالأربعاء 02 يناير 2008, 2:15 pm

الجودة والإتقان

من أدب الوقت أن نركز في أعمالنا على الجودة، وعلى الإتقان، وعلى الإحسان، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
هذا الزمان الذي نعيش فه هو زمان الأشياء المتفوقة، زمان الجودة، زمان الكيف، زمان النوعية، وليس زمان الكم، وزمان الكثرة الفارغة. والذي يدل على هذا حديث القصعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها".
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟!.
قال صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل".
أي: إنكم مثل القش الذي يجرفه السيل، قش ليس له وزن، وهو غير مترابط، وليس له إرادة في النهاية، فخفة وزنه وتمزقه أدى إلى أنه فقد الإرادة والسيطرة على ذاته فلذلك يتلاعب به السيل.. هكذا أكثر المسلمين في هذا الزمان، فمشكلتهم ليست مشكلة أعداد، فهم كثيرون، ولكنهم غثاء كغثاء السيل.
إن تعليم الإتقان يكون في البيت أولاً، فحين نكلف الطفل ببعض الأعمال لا يصح أن نقبل منه عملاً غير متقن، ولو كلفت أم ابنتها بأن تغسل الأطباق، فعلى الأم ألا تقبل منها طبقًا لم يغسل بطريقة جيدة.. وعلى المعلم أن لا يقبل من طالبه واجبًا كتب على دفتر ممزق،
أو على دفتر وسخ، أو واجبًا كتب بسرعة، أو بخط لا يقرأ، أو بشكل غير منظم.
نريد أن نرسخ قضية الإتقان وقضية الجودة في كل نواحي حياتنا؛ لأن هذا هو سبيل من سبل تفوق أمتنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستجابة لتوقعات الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المسجد العمري :: المنتدي الترفيهي :: المنتدي التربوي-
انتقل الى: