نعم والله في الليلة الظلماء يفتقد البدر أبوبدر ، رحمك الله يا شيخنا ويا حبيبنا ويا أستاذنا ويا مربينا الفاضل ، في هذه اللحظات لا أجد غير الدموع تستطيع أن تعبر عن مدى الحزن والأسى على فراقك ، ولكن نقول والله لن نقول الا ما يرضي ربنا والله ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أستاذ زهير لمحزونون ، نعم انه الشيخ المجاهد والأستاذ الفاضل : زهير بدر علي حسين " أبو بدر " ، مدرس لمادة اللغة العربية في مدرسة حليمة السعدية في جباليا البلد جباليا التي ما زالت تنجب الرجال تلو الرجال ، وإن اردنا أن نعرف نشاطه في المدرسة يكفينا شهادة عدو في يوم من الايام كان واليوم لنا هو أخ قال :" والله حينما جئت الي المدرسة جئت وأنا في نيتي نشر الباطل ، ولكني بعد أيام ما رأيت الا الاستاذ أبو بدر حولي يلتف وأخذ يقنعني بمنهج الاسلام وأنا أرفض ذلك جملة وتفصيلا، ولكن بعد إلحاح طويل بدأت ألين حينما علمت أنه مايزيد عن نصف مدرسات المدرسة وكذلك الطالبات كن يأتين بزي غير إسلامي إلى المدرسة ولكن بسماع الكلام الطيب من الشيخ الطيب أصبحن يرتدين الحجاب والجلباب الاسلامي ، والله لا اكاد أجد واحدة من الفتيات تدخل الى المدرسة الا وتلبس الزي الاسلامي " .... نعم شهادة حق في رجل الحق الأول في جباليا البلد .
وقد ترأس شيخنا الفاضل من قبل الجمعية الاسلامية في جباليا البلد والتي معروف عنها أنها من أنشط الجمعيات وأكثرها مساعدة للفقراء ، وهنا أذكر فقط شهادة الأخ مسئول الدعوة في جباليا حيث قال : " لقد جئت ذات يوم الى المسجد الذي فيه مقر الجمعية قبل الفجر مبكرا ، ولم يكن أحد في المسجد ، فسمعت صوت حركة خفيفة فنظرت الى الجمعية من المسجد فوجدت الشيخ أبو بدر ينظف حمامات الروضة في الجمعية الاسلامية مع أولاده" .. أي إخلاص هذا يا شيخي ، حقا أقف اليوم أمامك ذليلا وذلك حينما رأيت جنازتك تسير وخلفك الالاف ، والله لم أرى في حياتي جباليا تخرج عن بكرة أبيها كما رأيتها اليوم والله رأيت أناس يترحمون عليك يا شيخي ما أعرفهم ولم أرهم من قبل ، رأيت تلامذتك يبكون على فراقك رغم انهم يعلمون انك ذاهب الى ما هو خير وأبقى ، ولكن لحظة الفراق صعبة يا شيخي فسامحنا والله انا سامحناك ....
اليوم يا شيخي كل ذرة تراب مشيت عليها تبكيك ، اليوم دور الأيتام والأرامل والثكالى والمساكين والفقراء تبكيك ، اليوم يبكيك من شهد لك بأول صلاة فيه ، اليوم يبكيك مسجد أبو الخير ومئذنته ومحرابه ، كم تصافحنا سويا ، كم قرأنا القران سويا بين أعمدة هذا المسجد ، رحمك الله وأنت تعلمنا يامن سميناك " أخصائي الولاء والبراء " لانك ما أعطيت درسا إلا تحدثت فيه عن الولاء والبراء ..
الله أكبر يا شيخي وأنت تخرج الشهداء الله أكبر ياشيخي وأنت تخرج المجاهدين الله أكبر يا شيخي وأنت تذهب لتفقد أحوال الناس البائسين. الله أكبر الله أكبر الله أكبر وأنت تصبر على مرض السرطان وتكابد الحياة وتسبق الموت منذ ثمانية شهور ....
لقد رأت احدى الأخوات الشيخ أبو بدر وهو خالها قبل أن يصاب بالمرض العضال رأته في قصر في الجنة أعلى من قصر الشهيد ابن أخته فقالت له يا خال ما أوصلك لهذا المكان وأخي شهيد ::: فقال لها أنا من خرجت هذا الشهيد فأنا أعلى منه مكانا ....
والله اني لأعجز عن ذكر ملامحك وصفاتك الطيبة ولكني أقول نحن والله على دربك سائرون حتى نلقى الله لا نحيد قيد أنملة ... وداعا شيخنا وداعا الملتقى الجنة الملتقى حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم....