الشهيد القسامي المجاهد : أيمن محمد سالم جودة"أحد فرسان المكتب الإعلامي" مصور المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام
حينما يرحل الشهداء عنا يتركون خلفهم سيرة حياة مليئة بالجهاد والعطاء والتضحية و يبعثون الروح من جديد في نفوس الكثيرين من أبناء شعبهم ، فيواصلون الدرب ويقدموا المزيد من الأسرى والجرحى والشهداء من أجل رفع راية الحق وتحرير الأرض من دنس الاحتلال الغاشم الذي لم يتوقف ولو للحظة واحدة من قتله وبطشه في الحجر والشجر والبشر، فتمضى القافلة تلو الأخرى بعز وشموخ وكرامة ، هكذا كان شهدينا حين التحق بقافلة المجاهدين من أبناء عز الدين القسام الميامين حتى مضى مجاهدا شهيدا وهو يحمل سلاحه وروحه عل أكفه يواجه العدو المحتل ويلقنه أروع دروس المقاومة والصمود والثبات ، ليرسم بدمائه الطاهرة طريق النصر والكرامة .
الميلاد والنشأة:ولد شهيدنا المجاهد أيمن محمد جودة في مدينة جباليا البلد عام 1985م في أسرة متواضعة بين أزقة مدينة جباليا البلد تربى شهيدنا المجاهد في بيت مسلم تميز بالطبع الديني والإيماني والجهادي تربى منذ نعومة أظافره على حب المقاومة والجهاد فكان يعشق الشهادة في سبيل الله ويسعى لها بالإلحاح بالدعاء لله والمحافظة على صلاة الجماعة وكان مواظباً على صلاته رغم صغر سنه والإكثار من قيام الليل فقد عاش وترعرع هادئاً ودوداً فقد كان يملك الجميع بأخلاقه والتزامه وأدبه حتى تحقق له ذلك نحسبه إن شاء الله شهيداً.
المرحلة الدراسية:درس شهيـدنا أبو الزبير المرحلة الابتدائية في مدرسـة الرافعي الأساسية للبنين في بلدة جباليا البلد وكان متفوقاً في دراسته ، ودرس المرحلة الإعدادية في مدرسة أسامة بن زيد ، وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة عثمان بن عفان ، وكان لهذه المرحلة الأثر الكبير في حياة شهيدنا "أبو الزبير" حيث التحق مع إخوانه في الكتلة الإسلامية داخل المدرسة ، والكتلة الإسلامية هي الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، ثم التحق بعدها شهيدنا المجاهد بكلية العلوم المهنية والتطبيقية في الجامعة الإسلامية وعمل في ميدان الكتلة الإسلامية وتميز شهيدنا المجاهد خلال دراسته ومراحله الدراسية هذه بالتفوق ، والنجاح والانضباط في إتمام دروسه وواجباته المدرسية ، وكانت علاقاته مع محيطه الدراسي طيبة وتقوم على المحبة والإخاء في الله .
مميزات وصفات :امتاز شهيدنا بطيبة النفس ، حيث عُرف بالشاب الخلوق المهذب المتمثل بصفات الشاب المسلم وكان "أبو الزبير" غيوراً على دينه, يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر, محبا لأهله ولأمه كثيرا ،ومحبا لجيرانه ولأصحابه ،وكان من المترددين على بيت الله ،وكان يحافظ على قراءة القرآن الكريم ، محافظاً على جميع الصلوات في المسجد ومتميزاً بكثرة تلاوة القران وقيام الليل ، وبارا بوالديه وكان شهيدنا يحرص على زيارة الأرحام ، ومحبوبا من الجميع ، قلبه طيب ، لا يحقد على أحد ، ولا يكره إلا الأعداء, وكان يعشق الشهادة في سبيل الله ،وكان يذهب إلى المسجد مبكرا ويعود متأخرا".
في صفوف حماس والإخوان المسلمين :التزم شهيدنا القسامي في حياته المسجدية في المسجد العمري بمدينة جباليا والقريب من مكان سكناه ، فانضم شهيدنا المجاهد إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وتمت مبايعته لجماعة الإخوان المسلمين و عرف الشهيد المجاهد بدوره البارز في العمل الدعوي في منطقته فقد كان أحد أعضاء أسرة المسجد العمري بجباليا البلد فكان ملتزماً بالدروس الدعوية العامة و الأسر التنشيطية و التربوية الخاصة به ، وكذلك حلقات القرآن الكريم و الدورات التثقيفية فقد حصل شهيدنا المجاهد على مجموعة من الدورات الدعوية منها دورة الطلائع والرواد . كذلك المشاركة في الأنشطة المسجدية الأخرى ، كالرحلات والفرق الرياضية ، فكان أخاً فاعلاً في نشاطات المسجد و يشارك في كافة الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي ينظمها إخوانه في المسجد .
في صفوف كتائب القسام :ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة ، وبالتزام أبو الزبير بالمسجد العمري أحب شهيدنا طريق الجهاد والاستشهاد ، وبعد فترة طويلة من التربية والعمل في طريق الدعوة إلي الله التحق شهيدنا مع بداية الانتفاضة المباركة عام 2000م في صفوف الجيش الشعبي الذي كونته حركة حماس لصد الاجتياحات المتكررة على قطاع غزة ومن ثم أنضم إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، ليكون أحد مجاهديها البواسل الذين أبلوا بلاء حسنا في مشوارهم الجهادي حيث أمضى الشهيد معظم لياليه مرابطا على ثغور ومداخل جباليا البلد ، فأصبح جندياً من جنود القسام الذين وهبوا أنفسهم في سبيل الله ، و ليأخذ دور الجندي حيث التحق بالمجموعات التي كانت ترابط على الثغور ، فرغم هدوءه التام إلا أنه كان رجلا شجاعاً ومعطاء صبورا ، وشهيدنا من خيرة مجاهدي القسام الذين عرفتهم مواقع الرباط المتقدمة وخطوط المواجهة مع العدو الصهيوني فقد شارك شهيدنا في صد الاجتياحات المتكررة على مدينة جباليا النزلة . وقد اجتاز شهيدنا العديد من الدورات العسكرية الخاصة بالجهاز العسكري ، تم اختياره ليكون استشهادياً في كتائب القسام فخرج عدة مرات لتنفيذ عمليات استشهادية وفي إحدى المرات خرج شهيدنا "أبو الزبير" برفقة أحد المجاهدين لتنفيذ عملية استشهادية عبارة عن نصب كمين لباص للمستوطنين على طريق كارني نتساريم وأدت هذه العملية إلى مقتل جندي وإصابة 12 آخرين حسب اعتراف العدو ، كما وشارك شهيدنا في العديد من عمليات إطلاق صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية، فقد كان الشهيد حقاً عند حسن ظن قيادة الكتائب و تقديرهم له ، حيث أبدى حماساً و جرأة والتزاماً ، مميزاً في مهامه الجهادية ، كمرابط يقظ و مقاتل جسور و فارس كل ميدان بلا كلل أو ملل، وكان أحد أعضاء المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام .
حادثة الاستشهاد :في يوم السبت وأثناء قيام الدبابات الصهيونية بالتوغل شرق مدينة جباليا كان الشهيد "أبو الزبير" في المواقع المتقدمة في منطقة السلام بالقرب من دوار الجعل ، فذهب شهيدنا مسرعاً حاملاً سلاحه مع أحد الأخوة المجاهدين وراح يستكشفوا أهداف العدو ليصطادوا منها ما يتمكنون ، وكانت الساعة حوالي السابعة صباحاً من فجر الجمعة 24/11/2006م واختاروا الهدف دبابة متمركزة على بالقرب من دوار الجعل وعندما اقتربت الآليات العسكرية من مكان وجود الإخوة المجاهدين قام أحد الإخوة بضربها بقذيفة ياسين وكان أبو الزبير يصور المجاهد وهو يستهدف الدبابة فأطلقت الدبابة عليهم النار بكثافة فأصيب أبو الزبير برصاصة في الصدر فبقي ينزف حتى ارتقى شهيداً مقبلاً غير مدبر نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا .
السيرة الجهادية للشهيد المجاهد "أيمن محمد سالم جودة" •التحق الشهيد أيمن جودة بمجموعات الجيش الشعبي الذي كونته حركة المقاومة الإسلامية حماس لصد الإجتياحات المتكررة على قطاع غزة مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة ومن ثم التحق بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ليكون أحد أعضائها المجاهدين .
•اجتاز شهيدنا العديد من الدورات التدريبية الخاصة بمجاهدي كتائب القسام .
•تقدم شهيدنا بعدة طلبات وبإلحاح شديد أن يكون أحد استشهادي كتائب القسام ومن ضمن هذه الكتابات رسالة إلى القائد الشهيد صلاح شحادة يطلب فيه أن يكون استشهادي .
•اختير ليكون استشهادياً وخرج عدة مرات لتنفيذ عمليات استشهادية وفي إحدى المرات أُصيب بعيار ناري في الذراع وأخفى الأمر عن الجميع .
•شارك شهيدنا العديد من الشهداء في الأعمال الجهادية أمثال الشهيد القائد" سهيل زيادة" و"خالد جمعة" و"عبد الرؤوف نبهان" و"أسامة البرش" وآخرين .
•قام الشهيد أيمن جودة برفقة الشهيد أسامة البرش بإطلاق صاروخ بتار على قافلة باصات على طريق كارني نتساريم .
•قام الشهيد أيمن برفقة أحد المجاهدين بزرع عبوة أرضية على طريق كارني نتساريم وعبوة انتشارية في نفس المكان فتم تفجير العبوة الأرضية وبقي الشهيد أيمن يرصد المكان وعندما جاء الجنود لإسعاف المصابين من الصهاينة فجر العبوة الانتشارية في الجنود وأدت هذه العملية إلى مقتل أحد الجنود وإصابة 12 آخرين حسب اعتراف العدو .
•شارك الشهيد أيمن في العديد من عمليات إطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية وكان من أبرزها مغتصبه ناحل عوز وكفار عزة .
•كان الشهيد أيمن من أبرز قادة وحدات الرصد القسامية فقام برصد العديد من الأهداف والتخطيط لها والمشاركة في تنفيذها وكان يبحث عن الأهداف العسكرية في مناطق متفرقة من القطاع (شرق بلدة جباليا ،حي الشجاعية ، جحر الديك، بيت حانون، بيت لاهيا .... إلخ).
•كان الشهيد أيمن أحد فرسان المكتب الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام وقد شارك في تصوير العديد من التوغلات الصهيونية وتجريف الأراضي الزراعية ليثبت مدى وحشية الاحتلال ويقوم بتصوير ما يقوم المجاهدين به من مهمات جهادية ليثبت مدى براعة المقاومة والتصدي لهذا العدوان الغاشم ، وقد أُصيب في اجتياح شرق مدينة جباليا البلد بتاريخ 6/11/2006م أثناء المشاركة في استهداف أحد الآليات الصهيونية .
•وفي يوم الجمعة الموافق 24/11/2006م توغلت عدة آليات صهيونية شرق مدينة جباليا فذهب الشهيد أيمن إلى مكان التوغل ليقوم بتوثيق ما يقوم به المجاهدين من مقاومة لهذا العدوان الصهيوني وأثناء قيام أحد المجاهدين باستهداف دبابة صهيونية قامت الدبابة بإطلاق النار بكثافة على المجاهدين فأصابت رصاصة صدر الشهيد أيمن فبقي ينزف حتى ارتقى شهيداً مقبلاً غير مدبر نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا